الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام الدولية مؤخرا عن أن وزير الخارجية الفلسطيني الجديد محمود الزهار قد بعث برسالة إلى أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان، يعبر له فيها عن تأييده لتسوية للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي تقوم على حل بدولتين تشكل في رأيي خطوة في الاتجاه الصحيح. فحين يتعرض شعب بكامله للحرمان من المساعدات المالية الخارجية، التي تشكل المصدر الرئيسي لمداخيل السلطة الوطنية، بسبب إصرار "حماس" على عدم الاعتراف بإسرائيل، فإنها تمنح بذلك لهذه الأخيرة مبررات لتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني وتجويعه، وهو المتضرر الأول والأخير من كل ذلك. ولهذا، فحسنا فعلت "حماس" حين نحت هذا المنحى، وهو ما يعكس في نظري براغماتية واقعية، وتغليبا للمصلحة الوطنية العامة. وتلك هي السياسة: فن الممكن. فالخيارات لا تكون دائما بين الحسن والسيئ، أو الحسن والأحسن، بل تقتصر أحيانا على السيئ والأسوأ.
عادل زكي- دبي