بما أننا لم نزل مع 6 أبريل ومع الكاتب الصحفي عبدالله عبيد حسن في أجواء "حكايات أبريل" التي كتبها عن مناسبة انتفاضة 6 أبريل الشعبية في السودان –في صفحات "وجهات نظر" الخميس 6 أبريل- فقد شدتني إلى التعليق عليه, سطوره الأخيرة, التي جاء فيها أن حسابات العالم وعيونه كانت تنصب على قائد عسكري ما, سيخلف المشير جعفر نميري إثر سقوطه المدوي تحت ضربات الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظامه. ومضى الكاتب مستطرداً إلى القول "إلا أن حسابات الانتفاضة الشعبية, كانت تجري بصورة لم يحسبها الحاسبون". وفي هذه الجملة الأخيرة, إطراء ضمني كبير على عبقرية الشعب السوداني وقدرته على إحداث التغيير, بقدر ما فيه من إطراء على تلك الانتفاضة نفسها كإبداع سياسي فريد. ولكن ما لا يجب إغفاله هنا, أن العسكريين الذين كان يراهم الغرب وغيره –بعد سقوط النميري- قد التفوا على الانتفاضة بالفعل, ونجحوا في قتلها وإخماد جذوتها, ممهدين بذلك الطريق مجدداً لديكتاتورية عسكرية شمولية أخرى في السودان. وهذا درس من الدروس التي لا تنسى للانتفاضة.
مهدي عمر حامد- أبوظبي