نشرت هذه الصفحات يوم الاثنين الماضي مقالا للكاتب خالد الحروب عنوانه "في الشرق والغرب... المثقف العربي الحُر متهماً"، وضمن ردي عليه أريد أن أقول له إن مهمة المثقف عادة هي نقد ما يراه سلبياً في المجتمع وتسليط الأضواء على مواقع الخلل، وتقديم أنجح المخارج لها خدمة لوطنه وأمته، وهذا يدخل في صميم ما اختص به المثقف من ملكات عقلية وذهنية تميزه عن عامة الناس. وبقدرما يلتزم المثقف بخدمة المجتمع والسعي إلى مصلحته يعتبر عنصراً إيجابيا فيه. أما إذا تخلى المثقف عن دوره التنويري وركب موجة الشعبوية ودغدغة عواطف الجماهير بترداد ببغاوي لما تريد تلك الجماهير سماعه، فهذا لا يعد مثقفاً وإنما يعد شخصاً متسلقاً أو انتهازيا لا أكثر ولا أقل. والمشكلة مع المثقفين العرب، أو بعضهم، أنهم يقولون للغرب ما يريد سماعه فيتحولون إلى دعاة لحقوق الإنسان والإصلاح إلى آخر ما هنالك. ويقولون للشارع العربي الإسلامي ما يريد سماعه أيضا فيركبون موجة الشعبوية والشعاراتية الفجة الجوفاء. فلا يفيدون لا الغرب ولا الشرق.