دعوة لمشاركة الأحزاب العربية في الحكومة الجديدة... وتحفظات على تدشين الدولة الفلسطينية


السجالات الدائرة حول تحالفات الكتل السياسية الإسرائيلية عقب الانتخابات، والدعوة إلى مشاركة الأحزاب العربية في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وتخبط السياسيين في مواقفهم بعد الانتخابات، وتشكيك البعض في جدوى قيام دولة فلسطينية... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية.


 


"تحالفات مريبة"


بهذا العنوان استهلت صحيفة "هآرتس" افتتاحيتها ليوم الثلاثاء مسلطة الضوء على ملامح السياسة الإسرائيلية عقب الانتخابات التشريعية والتكهنات الجارية بشأن تشكيل حكومة ائتلافية. هذا التحالف الذي مازالت بوادره غائمة وغير واضحة، خصوصا في ظل التصريحات التي يطلقها زعماء الكتل السياسية المختلفة. لكن الصحيفة ركزت تحديداً على ما تسرب في الآونة الأخيرة من اعتزام "عمير بيريتس" زعيم حزب "العمل" تشكيل حكومة تحت قيادته بتحالف أحزاب "اليمين"، وهو ما يتناقض وتصريحاته قبل الانتخابات التي أكد فيها عدم نيته التحالف مع "اليمين" لأن ذلك يخالف مواقفه السياسية. والحال أن حزبي "الاتحاد الوطني" الديني و"الليكود" اليميني يعملان على إغراء "بيريتس" للتحالف معهما بغية قطع الطريق على "كاديما" ليظهر حزب "العمل" مجرد كتلة سياسية تلهث وراء السلطة بصرف النظر عن المبادئ المعلنة في برنامجه الانتخابي. ورغم احتمال أن يكون انقلاب "عمير بيريتس" على مواقفه الأيديولوجية السابقة مجرد مناورة لدعم مركزه التفاوضي مع حزب "كاديما"، فإن الصحيفة تنتقد ذلك وتعتبره غير أخلاقي. وبدلاً من أن يعتبر "أولمرت" "بيريتس" شريكاً أساسياً في حكومته، طلع "حاييم رامون" من حزب "كاديما" مباشرة بعد الانتخابات لينتقد "بيريتس" ويؤكد عدم تكليفه بمنصب وزير المالية. غير أن الصحيفة ترى أنه من الأفضل إسناد وزارة الدفاع لحزب "بيرتس" إذا كان "كاديما" يصر على إنجاح خطة إخلاء المستوطنات في قطاع غزة وقطع الطريق على "اليمين" المتشدد.


"الأحزاب العربية بعد الانتخابات"


كتب "نذير مجالي" المعلق العربي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية مقالا في "هآرتس" يوم الثلاثاء يدعو فيه إلى ضرورة انخراط الأحزاب العربية في السياسة الإسرائيلية بشكل فاعل والسعي إلى المشاركة في الحكومة التي يجري التفاوض بشأنها. والفرصة اليوم مواتية في نظر الكاتب لكي تفتح الكتل السياسية الإسرائيلية حواراً جاداً مع الأحزاب العربية لإشراكها في الحكومة لأن ذلك من شأنه تعميق إمكانية التعايش المشترك بين اليهود والعرب والتأثير على موقف الدول العربية اتجاه إسرائيل. لكن رغم كل الفوائد المنتظرة من هذه الشراكة بين الأحزاب العربية والأحزاب الإسرائيلية، مازالت دعوة الكاتب بعيدة المنال. والسبب حسب الكاتب راجع إلى الطرفين معا فالأحزاب الإسرائيلية لا ترغب في إثارة الموضوع إما بدوافع "دوغمائية"، أو نتيجة الحسابات التكتيكية. ومن جهتها تتهيب الأحزاب العربية من المشاركة في الحكومة خوفاً من اتهامها بمساندة الأحزاب الصهيونية، أو أنها تشارك حكومة تؤمن باستهداف الفلسطينيين واغتيال ناشطيهم. ومع ذلك يكشف الكاتب أن أغلب الإسرائيليين العرب كما تشير استطلاعات الرأي يفضلون الاندماج في إسرائيل، حيث عبر 96% من سكان بلدة "أم الفحم" عن رفضهم الانتقال إلى دولة فلسطينية في المستقبل، كما أن أغلبهم "يدينون بالولاء لدولة إسرائيل". ونظراً لهذا التعايش القائم على أرض الواقع بين الطرفين يدعو الكاتب إلى مشاركة الأحزاب العربية في تحالف يضم حزبي "كاديما" و"العمل" لتشكيل حكومة ائتلافية.