في مقاله القيم "ما بعد فوز أولمرت" المنشور هنا أمس الاثنين تحدث الكاتب البريطاني باتريك سيل عن فرص انفراج مأمولة في أزمة الصراع العربي- الإسرائيلي معلقاً آمالاً على أن يمتلك إيهود أولمرت بعد فوز حزبه الرغبة والإرادة في تغيير طريقة تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين، ومع حكومة "حماس"، على أن يتبع ذلك تغير في الموقف الأميركي، وبحيث تنفتح نوافذ يدخل منها بصيص أمل للسلام إلى المنطقة. وما أريد قوله للكاتب هو أن هذا التصور يكاد يكون ضرباً من المستحيل، لأنه لا فرق بين شارون وأولمرت، فما يتفق عليه قادة إسرائيل منذ أول واحد منهم وحتى الآن هو الاحتكام إلى منطق العنف والقوة والقسوة فقط، فلم يسجل التاريخ أبداً أن إسرائيل انسحبت من أرض مغتصبة إلا بفعل ضغوط القوة والعنف والمقاومة، للأسف الشديد، سواء في ذلك شبه جزيرة سيناء وجنوب لبنان وقطاع غزة. وأما لغة السلام والنوايا الطيبة المفاجئة فهذه لا يرفضها الإسرائيليون فقط بل يحتقرونها ويعتبرون أن حدود كيانهم المصطنع ترسمها جنازير دباباتهم. ولذا فحصول الشرط الذي علَّق عليه باتريك سيل آماله مستبعد جداً، بل الأرجح أن يزيد أولمرت الطينة بلة بإجراءات أحادية تعسفية تبعد فرص السلام ولا تقربها.
متوكل بوزيان- أبوظبي