دوامة الفوضى الأمنية، ودوامة العنف الطائفي، مستمرتان في العراق، وكأن هذا البلد لم يتعافَ، حتى بعد مرور ثلاث سنوات على سقوط نظام صدام. كثيرة هي التحذيرات من استمرار انعدام الأمن في العراق، وانزلاق البلاد إلى أتون حرب طائفية وقودها العراقيون فقط. ورغم ذلك لا يزال الشحن الطائفي في تصاعد مستمر. أميركا مصممة على البقاء في العراق، لأن خروجها لا يعني سوى الفشل، لكن التوافق السياسي بين الفرقاء العراقيين هو وحده القادر على تحقيق الأمن في بلاد الرافدين. القوات الأميركية اهتمت في الآونة الأخيرة بتدريب القوات العراقية، وتأهيلها لتحمل المسؤوليات الأمنية، لكن يبدو أن الإرهاب وجد في العراق ملاذا في ظل الانهماك الأميركي بتسليم المهام الأمنية إلى العراقيين.
المجتمع الدولي غير مدرك لأبعاد المحنة العراقية، فالأمر لا يتوقف عند مجرد الإطاحة بصدام وتشكيل حكومة عراقية ديمقراطية، بل أن الإرهاب دخل على الخط، ليخلط الأوراق ويبث الفوضى ويجعل من دماء العراقيين أداة لتحقيق أغراضه، فإلى متى يعاني العراق من هذه الدوامة اللانهائية من القتل؟
ــــــــ
جابر حسين- لندن