مرت فترة ليست بالقصيرة على حيرة روسيا وهي تشاهد جمهوريات ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي وهي تتفكك، بل وتتفتت، ولكنه بعد أكثر من عقد من الزمن بدأت موسكو تصحو من الصدمة وتحاول جاهدة أن تستعيد ولو جزءا من مناطق نفوذها وصداقاتها ولكنها تحسب لكل خطوة حسابها، فهناك صراع على مناطق كانت تحت مظلة النفوذ السوفييتي أو من ضمن جمهورياته السابقة، وفي منطقة الشرق الأوسط تلاشى نفوذها بالكامل ويتأكد ذلك بالمواقف المترددة والمتغيرة حسب المصالح حتى أنها ليست في حساب أي دولة في الشرق الأوسط لأنهت في الأخير لا تستطيع الاستمرار في الصمود في وجه أميركا والغرب.
وثمة مناطق تشكل ساحات صراع بين الكتلتين منها أوكرانيا وجورجيا وروسيا البيضاء، وظهر ذلك واضحاً حال فوز رئيس روسيا البيضاء المؤيد لموسكو في نتائج انتخابات الرئاسة الأخيرة. ولم يدخر الغرب وأميركا وقتاً حتى سارعوا إلى الطعن في نتائج تلك الانتخابات. وأصدر الاتحاد الأوروبي بياناً بفرض العقوبات على روسيا البيضاء وكذلك هددت أميركا قبله باتخاذ مثل تلك الإجراءات.
ويبدو أن روسيا لديها بعض الأوراق التي استعملت جزءاً منها في تقنين إمدادات الغاز والنفط عن الدول التي انحازت إلى الغرب، وهددت بأن ترفع أسعار صادراتها من هاتين المادتين المهمتين، إلى أوروبا. كانت روسيا تصدر النفط والغاز عبر أنابيبها بأسعار منخفضة جداً للدول التي كانت تحت نفوذها ولا زالت تلوح بهذه الورقة المهمة للغاية، والتي يتوقع أنها ستتسبب في أزمة حادة في المستقبل.
منصف أبوبكر- أبوظبي