ثلاث سنوات عجاف مرت على حرب العراق، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي نتج عن هذه الحرب التي شنتها القوات الأميركية سوى الدمار الشامل الذي لحق بأمن وسلامة البلد، ناهيك عن لعنة الطائفية التي كانت مندثرة وظهرت بقوة على الساحة والتي سيستمر الشعب العراقي في التصدي لها بكل ما أوتي من قوة، وفشل الحكومة العراقية ذاتها في ضبط الانفلات الأمني الذي لا يزال شبحاً يطارد أبناء الشعب العراقي؟
ثلاث سنوات دفع خلالها صحفيون أرواحهم ثمناً لنقل الحدث من أرض الحدث، وهل نسينا المجزرة التي طالت مدينة الفلوجة، التي تحولت إلى شبه مقبرة جماعية، ولم يكتفوا بذلك بل توجهوا إلى مدينة سامراء العريقة ليكملوا مجزرتهم هناك.
ومما أثار دهشتي هو غياب دور بعض الرموز الدينية في ظل اللعنة الطائفية التي حصدت أرواح العديد من الأبرياء، إذ لم يعلقوا على ما جرى، بل اتخذوا الصمت منهجاً لهم يسيرون عليه. إنها حقا لسنوات عجاف حافلة بالدماء البريئة.
صافي شيخاني- أبوظبي