قرأت المقال الذي كتبه الأستاذ خالد الحروب في هذه الصفحات يوم أمس الإثنين وعنوانه: "معركة الحداثة والتقليد في السعودية"، وما لفت انتباهي أكثر في هذا المقال هو أن الكاتب قال بدايةً إنه لا ينحاز إلى أحد طرفي التجاذب الفكري الحاصل في المجتمع السعودي، خاصة من خلال النموذجين الفكريين اللذين ذكرهما بالإسم، ولكنه مع ذلك راح يتخلى بسرعة فائقة عن هذا الزعم حين دخل في التفاصيل، فوقف بصراحة تقريباً في صف الحداثيين، متهماً من اعتبرهم "تقليديين"، وفق تصنيفه هو، بأنهم محرضون وشعبويون، إلخ. ولئن كان الكاتب أثنى في سياق مقاله على الجدل العام الدائر في المملكة، واعتبره ظاهرة صحية، كان لابد منها من أجل أن يتحرك، ما لابد أن يتحرك، وهو مصيبُ في هذا الرأي، إلا أنه كان عليه في المقابل أن يلتزم الموضوعية، فيعرض أبعاد السجال الفكري والسياسي كاملة وبحياد، لا أن يقتطع كلمة من هنا أو هناك، ربما وردت في سياق سجالي محموم، ويخرجها من سياقها العام، والإطار الذي قيلت فيه، ويعتبرها زبدة طرح "التقليديين"، والتسمية له هو مرة أخرى. أعتقد أن الموضوعية أفضل بكثير في عرض هذا النوع من الأمور الفكرية، وخاصة عندما تأخذ أبعاداً سجالية أو حتى شخصية.
سالم الزهراني - جدة