كتب محمد السماك مقالا جميلا على هذه الصفحات، عنوانه "اللاءات العربية في قمة الخرطوم"، (الاتحاد، الجمعة 24 مارس 2006)، حاول فيه إظهار حجم الأخطار التي تتربص بالوطن العربي، وما يجب أن يثيره ذلك من خشية إزاء المستقبل وشعور بالمسؤولية، لدى الرأي العام والنخب الحاكمة على السواء. فـ"الأخطار تتطاير... الأمر الذي يوحي بالحاجة إلى لاءات جديدة: لا للانقسام العربي، لا للاستقطاب الخارجي، لا للتنازل عن الحقوق المغتصبة". حقا إن تلك اللاءات أصبحت تمثل في وقتنا الراهن حاجة جد حيوية تتوقف عليها مصائر ومآلات مهمة، إلا أن تحفظي إنما هو على القراءة السياسية التي قدمها الكاتب مستنتجاً أن الدور الأميركي في المنطقة دخل طوره الأخير، وأن البديل عنه هو عودة الدور الروسي الجديد!
وبغض النظر عن صحة ذلك الزعم من عدمها، فالسؤال هو: أي منطق في مشروطية استبدال النفوذ الأجنبي بنفوذ أجنبي آخر؟ وهل أمة تستعذب التبعية للآخر، يستحق مصيرها ذلك الاهتمام من أحد؟
نزار عبدالله- الأردن