صفعة لـ"الثورة البرتقالية" في أوكرانيا... و اتفاق "المرونة الاستراتيجية" يتثير مخاوف الصين


هل انطفأت شعلة "الثورة البرتقالية" في أوكرانيا؟ ولماذا اختار الفلسطينيون حكومة تقودها "حماس"؟ وكيف تفسر بكين الاتفاقات العسكرية بين واشنطن وسيئول؟ وما هي الأسباب التي عززت في الآونة الأخيرة من شعبية الرئيس الكوري الجنوبي؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية.


ما بعد الانتخابات الأوكرانية


 في تقرير نشرته "ذي موسكو تايمز" الروسية يوم أمس الاثنين، رصد "فلاديمير أسانكوفيتش" المشهد السياسي في أوكرانيا بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد الماضي. "أسكانوفيتش" أشار إلى أنه رغم النتائج الأولية التي أكدت عدم فوز الحزب الذي يتزعمه "فيكتور يوتشينكو" بالأغلبية في هذه الانتخابات، يصر الرئيس الأوكراني على أن مجرد إجراء انتخابات ديمقراطية يعني بالنسبة له "انتصاراً". لكن منصب"يوتشينكو" كرئيس لأوكرانيا لن يتعرض للخطر جراء نتائج الانتخابات، التي تصدرتها كتلة رئيسة الوزراء السابقة "يوليا تيموشينكو" و"حزب الأقاليم" بزعامة "فيكتور يانكوفيتش" الموالي لروسيا، والذي شغل منصب رئيس الوزراء إبان حكم الرئيس الأوكراني السابق "ليونيد كوتشما"، ما يعني أن هذا الأخير سيحد من سياسات "يوتشينكو" الموالية للغرب، وسيطالب بتحسين العلاقات بين كييف وموسكو. هذه الانتخابات هي الأولى التي تتم وفق تعديلات دستورية تعزز صلاحيات البرلمان على حساب صلاحيات الرئيس، فالبرلمان سيعين رئيس الوزراء وعدداً من الحقائب الوزارية، ولن يكون بمقدور الرئيس إقالة المدعي العام دون موافقة البرلمان، وفي حال نزع الثقة من الرئيس أو عجزه عن أداء مهامه تنقل سلطاته إلى الناطق باسم البرلمان إلى حين إجراء انتخابات رئاسية، بعد أن كانت صلاحياته تنتقل في السابق إلى رئيس الوزراء. بيد أن الرئيس الأوكراني لديه سلطة تحديد السياسة الخارجية وتعيين وزيري الخارجية والدفاع، وضمن هذا الإطار يُصر "يوتشينكو" على أن بلاده ستواصل سيرها في اتجاه الغرب. وحسب التعديلات الدستورية الجديدة، بمقدور الرئيس الأوكراني حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة، إذا فشل أعضاء البرلمان في تشكيل حكومة أغلبية خلال شهر من نجاحهم في الانتخابات. التقرير أشار إلى أن أميركا التي رحبت قبل أكثر من عام، بـ"الثورة البرتقالية" في أوكرانيا، باعتبارها خطوة على طريق الديمقراطية، جددت اهتمامها هذه الأيام بأوكرانيا، ومنحتها قبل أسابيع قليلة من الانتخابات البرلمانية صفة "اقتصاد السوق" تمهيدا لقبول عضوية كييف في منظمة التجارة العالمية، وعدلت الولايات المتحدة بعض القوانين التي تعود إلى الحرب الباردة، التي تفرض حظراً تجارياً على أوكرانيا. أما روسيا التي ضغطت، في يناير الماضي، على "يوتشينكو"، وأجبرته على شراء الغاز الروسي بضعف ثمنه، فتتفادى التدخل بشكل مباشر في الانتخابات، لكنها لعبت دوراً نشطاً من وراء الكواليس.


لماذا اختار الفلسطينيون "حماس"؟


 خصص "جيف هالبر" مقاله المنشور يوم الأحد الماضي في "تورنتو ستار" الكندية لتوضيح الأسباب التي جعلت الفلسطينيين يصوتون لصالح "حماس"، فتحت عنوان "القوة الفاعلة لكلمة لا" يرى "هالبر"، وهو منسق "اللجنة الإسرائيلية لمكافحة هدم المنازل"، والمرشح لجائزة "نوبل" للسلام للعام 2006، أن الفلسطينيين لجأوا إلى هذا الخيار بعد أن وجدوا كل السبل موصدة في وجوههم. وحسب "هالبر" أغلق المجتمع الدولي والولايات المتحدة وإسرائيل وكذلك حركة "فتح" كل الطرق أمام الفلسطينيين، ثم ألقوا جميعهم باللائمة على صعود "حماس". المجتمع الدولي فشل في تطبيق القانون على إسرائيل، بل سمح لها بمواصلة احتلالها، كما أن الولايات المتحدة حيدت دور المنظمة الدولية من خلال استخدامها حق النقض "الفيتو" لصالح تل أبيب، كما أن واشنطن تسببت في وقف المفاوضات بين طرفي النزاع، بعد وصفها الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنها "مناطق متنازع عليها" مما يعصف بالقانون الدولي. هذا بالإضافة إلى عرقلة إسرائيل أي احتمالات لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. وإذا كانت إسرائيل تنتقد "حماس" لكون الأخيرة "لا تعترف بالدولة العبرية"، فإن تل أبيب لم تعترف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ولم تتفاوض إسرائيل مع محمود عباس رغم اعتراف حكومته بالدولة اليهودية. الآن ترغب إسرائيل في تحويل الأراضي الفلسطينية إلى "دولة- سجن" محاطة بكانتونات إسرائيلية، حيث لا حرية حركة ولا مياه ولا اقتصاد قابل للحياة، ولا قدس ولا أمل في المستقبل. أما حركة "فتح"، فقد هيأت الساحة للفساد، ولم تسعَ على نحو فعال إلى إحراز تقدم في مسألة حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.


"الصين والمرونة الاستراتيجية الأميركية"