إن السياسة هذه الأيام ما هي إلا مسرحية تراجيدية والكوميديا فيها مأساوية، وتراجيديا اليوم تدور حول "معنى الديمقراطية". الفصل الأول/ المشهد الأول: يفتح الستار على حركة "فتح" وهي تحكم قطعة أرض صغيرة هي ما ألقت به إسرائيل للفلسطينيين، لكنهم أرادوا المزيد، ويطالبون العالم الحر بمساعدتهم. المشهد الثاني: الرئيس بوش يلقي خطاباً مهماً ويقول إن الديمقراطية هي الحل الوحيد لأبناء الشعب الفلسطيني، ومن دونها لن يساعدهم أحد، وإن الديمقراطية هي العصا السحرية لحل كل المشاكل في فلسطين. الفصل الثاني: الفلسطينيون يذهبون لصناديق الاقتراع بصدق وشفافية، وتفوز حركة "حماس" بالانتخابات. ويهلل الشعب الفلسطيني لنجاح الديمقراطية، وفجأة تطفأ الأنوار ونسمع موسيقى جنائزية. الفصل الثالث، المشهد الأول: العالم الغربي يدين الديمقراطية في فلسطين ويطالب العالم العربي بمساعدته في قطع المعونات عن الشعب الفلسطيني وتجويعه، لأنه طبق الديمقراطية وفهم أن الديمقراطية هي حكم الشعب. والكل في العالم يدين ويستنكر الديمقراطية التي جاءت بـ"حماس" إلى السلطة. المشهد الثاني
يجتمع مسؤولون أجانب بقادة "حماس" في فلسطين ويقولون لهم أنتم فهمتم الديمقراطية على أنها حكم الشعب، وهذا خطأ تستحقون عليه العقاب، المعنى الحقيقي للديمقراطية هو "حكم القوي على الضعيف". ويسدل الستار!
د. مراد راغب حنا- أبوظبي