شكلت الدعوة الأخيرة التي وجهتها الولايات المتحدة لإيران للتحاور بشأن العراق وقبول هذه الأخيرة بذلك بعدما ناشدتها بعض القوى السياسية العراقية الداخلية بالاستجابة للطلب الأميركي متمثلة في حزب الثورة الإسلامية بقيادة عبد العزيز الحكيم انعطافة كبيرة لها دلالات متعددة. فقد بدأت أميركا تدرك حجم الخطأ الذي ارتكبته بالدخول في حرب دون تخطيط كاف لما بعد انتهاء المعارك، فضلاً عن الصعوبات الكثيرة التي تواجهها قواتها في العراق، كان آخرها المخاوف من اندلاع حرب أهلية على أساس طائفي قد تؤخر موعد انسحاب القوات الأميركية. يضاف إلى ذلك الدور الواضح الذي باتت تلعبه إيران في مجمل السياسة العراقية وتأثيرها الممتد إلى داخل الجسم العراقي عبر سيطرتها على الحقل الديني الشيعي ونفوذها الممتد إلى النجف وكربلاء. وفي ظل هذا الواقع المعقد والمتشابك لم يبق أمام أميركا سوى قشة إيران كملاذ أخير لإنقاذ ماء وجهها والخروج من المغامرة العراقية بأقل الخسائر بعد تعثر العملية السياسية وامتلاك إيران لمفاتيح مهمة قد تفتح الأبواب المغلقة أمام حل يرضي الطرفين.
ـــــــــــ
إبراهيم بلحمانية- المغرب