في مقاله "وثيقة الأمن القومي الأميركي... مواجهة إيران و"محاربة الطغيان" التي نشرتها "وجهات نظر" يوم الجمعة الماضي, تعرض الكاتب والمحلل السياسي ويليام فاف للفقر الثقافي, باعتباره السمة الأكثر لفتاً للأنظار في تلك الوثيقة على حد تعبيره. ثم مضى في تبيان جوانب هذا الفقر ومفاصله في الوثيقة. وعلى رغم اتفاقي مع معظم ما جاء في مقال الكاتب من انتقاد للغة الخطابية الجاهزة ورسم المواقف المسبقة إزاء ما تناولته الوثيقة من قضايا, إلا أن هناك مظهراً مهماً من مظاهر هذا الفقر الفكري, لم يتعرض له الكاتب. ويتمثل هذا في غياب الحاسة النقدية لدى الإدارة, وعجزها عن الربط ما بين ازدياد المخاطر الأمنية التي تهددها اليوم–في الداخل والخارج- من ناحية, وسياساتها الخارجية التي تنتهجها إزاء دول العالمين العربي والإسلامي من الناحية الأخرى. ويظل هذا الفقر مراوحاً مكانه, إلى أن تكتشف أميركا هذه الصلة, وتعلن انتقادها لمثالب سياساتها الخارجية.
ـــــــــــ
هشام مسعود- الشارقة