الحديث عن الإصلاح الشامل في الشرق الأوسط، عادة ما يصطدم، بسؤال خطير: ما هو البديل؟ هذا التساؤل يضع كثيرا من دول المنطقة في مأزق، فالغرب يريد تغييراً ذا ملامح معينة، بينما عوامل ومحفزات التغيير تسير في اتجاه آخر، كما أن القوى الصاعدة على الساحة العربية، لا تنسجم مع الاتجاهات التي يرغب الغرب في تطبيقها وتفعيلها داخل المنطقة. استعجال الولايات المتحدة في المطالبة بالديمقراطية، يأتي كردة فعل على إرهاب 11 سبتمبر، أكثر من كونه قناعة أميركية حقيقية بضرورة الإصلاح السياسي، وهو ما جعل الحديث عن نشر الديمقراطية يفقد زخمه.
واشنطن تأخرت كثيراً في الدعوة إلى التحول الديمقراطي في المنطقة العربية، والآن تسعى الإدارة الأميركية إلى سياسة أشبه ما تكون بحرق المرحل، وهو ما يؤدي إلى تطورات كارثية كتلك التي يعيشها العراق.
عماد مرزوق- الشارقة