منذ أن تشكلت الوزارة الاتحادية الجديدة، يقوم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي حفظه الله، بزيارات ميدانية للعديد من مواقع العمل في الدولة الاتحادية، بهدف الاطلاع المباشر على الأوضاع الحقيقية للخدمات المقدمة للمواطنين من تعليم وصحة ورعاية اجتماعية، إلى غير ذلك من الأمور التي تهم المواطن في معيشته اليومية.
وكعادته، فإن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم له أسلوبه الخاص في متابعة سير أعمال التنمية والتحديث، وهو أسلوب حضاري وبناء انعكس بصورة إيجابية على ما تشهده إمارة دبي في الوقت الراهن من طفرة تنموية وتحديثية رائدة، قلما شهد العالم مثيلاً لها في تاريخه الحديث، أبهرت جميع شعوب العالم. إن أسلوب الشيخ محمد بن راشد الخاص يعتمد أساساً على العمل الميداني المباشر للوقوف على الأوضاع التي خطط لها بدقة في مراحلها الأولى، وعندما جاء وقت تنفيذها الفعلي الذهاب إليها مباشرة والتوجيه بما يلزم لتنفيذها على أكمل وجه.
إن تطبيق هذا الأسلوب الحضاري المتقدم في التخطيط والتنفيذ والمتابعة، على الشأن الاتحادي، مطلوب بشدة في هذه المرحلة لإصلاح الخدمات الاتحادية المقدمة للمواطنين، خاصة في المناطق البعيدة عن المراكز الحضرية الكبرى التي شهدت اهتماماً كبيراً في السنوات الماضية أوصلها إلى مراحل متقدمة مطلوب الحفاظ عليها، في نفس الوقت الذي يجب أن ينتقل فيه الاهتمام بشكل أكبر إلى القرى والبلدات التي لا زالت فيها بعض الخدمات تحتاج إلى تنمية وتحديث وربما إلى إصلاح جذري.
لقد تمخض عن الزيارات الميدانية المتوالية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمراكز العمل، أن تكشفت أوضاع غير سليمة كانت تعرقل مسيرة سير العمل، وتقف حجر عثرة أمام وصول الخدمات إلى المواطنين بصورة سليمة ومكتملة، ترفع من مستواهم المعيشي وتنمي قدراتهم ومهاراتهم، لكي ينعكس ذلك على الأداء العام للمواطن في خدمة وطنه ورفعة شأنه. وتمخض عن ذلك أيضاً أن تم التوجيه لإصلاح مواطن الخلل القائمة ورصدت الميزانيات اللازمة لتنفيذ مشاريع حيوية وخدمات ضرورية يحتاجها المواطنون بشكل سريع وفوري. فقد صدرت التوجيهات السامية بأن تنشأ العديد من المدارس الجديدة ومراكز الخدمات الصحية والاجتماعية، إلى غير ذلك من المشاريع الحيوية التي لا يسعنا ذكرها بالتفصيل في هذا المقام.
إن ما أود الإشارة إليه بهذا الصدد، هو أن العمل الميداني المباشر الذي يقوم به القادة وكبار المسؤولين، من مستوى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هو خير وسيلة عصرية لمعرفة ما يدور في الميدان بشكل واضح وصريح، فهذا الأسلوب يقضي على الروتين والبيروقراطية والدورة الورقية والتسيب، والتي هي في تقديري آفات ضارة تعاني منها مسيرات التنمية في شتى البلاد النامية، حيث يدخل من خلالها إلى المجتمعات الفساد والرشوة والمحسوبية والتفسخ الوظيفي، والتي هي الأخرى آفات فتاكة باتت تأكل الأخضر واليابس في جميع البلاد النامية التي ابتليت بها.
إن المستفيدين من وجود البيروقراطية والروتين والعمل المكتبي المتبلد، حريصون عليها أيما حرص، لذلك نراهم يتفنّنون في كتابة التقارير المنمقة من مكاتبهم حول حسن سير العمل في مواقعه، فإذا ما صدق المسؤولون الكبار ذلك دون النزول إلى الميدان مباشرة فإنها تكون طامة كبرى على مسيرة الأوطان وتقدمها.
إن أسلوب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في العمل الميداني المباشر، أمر حضاري رائد يسجل له كقدوة يجب أن يحتذي بها المسؤولون في الحكومة الاتحادية، الذين يجب عليهم أن يسيروا على نهجها. فالمتابعة الميدانية المباشرة الدؤوبة والمكثفة لابد وأن تنعكس بشكل إيجابي على ما يحدث من مشاريع تنموية، ولنا خير مثال في ما يحدث في دبي من تقدم ورقي نتيجة لها، فلماذا لا يحدث ذلك على المستوى الاتحادي وبأسرع وقت ممكن؟