من المفارقات المضحكة في ساحتنا الفلسطينية الآن، أن تكون قوة سياسية وشعبية رئيسية مثل "حماس" التي نالت ثقة الناخب الفلسطيني ومنحها الأغلبية في البرلمان، مجبرة على الالتزام بمرجعية أخرى هي مرجعية "منظمة التحرير الفلسطينية" التي لم تنل مجتمعة نسبة 35% من أصوات الناخبين في الاقتراع العام الأخير. لكن المضحك حقا (وشر البلية ما يضحك)، هو أن يكون للأخ ياسر عبدربه، والذي يرأس فصيلا صغيرا أخفق في الحصول على مقعد واحد من مقاعد المجلس التشريعي، حق "الفيتو" على البرنامج السياسي لـ"حماس" لأنه لم يعترف بإسرائيل، ولم يبصم (بالعشرة) على "أوسلو" وعلى "خريطة الطريق"، وعلى وثيقة إسقاط حق العودة التي وقعها عبد ربه نفسه مع عدد من الشخصيات الإسرائيلية قبل نحو عامين!
قد لا تنتهي المفارقات هنا، بل هذا نموذج من حالة اللاعقل والهستيريا التي تحكمت في سلوك النخب الفلسطينية وتفكيرها منذ الانتخابات الأخيرة!
عياد عمر- نابلس