شدد الدكتور وحيد عبدالمجيد في مقاله "العراق وإيران... ومعادلات الأمن الإقليمي" (الاتحاد، 23 مارس 2006)، على رفضه لذلك الجانب من نظرية الأمن الوطني في العراق الجديد، والتي تعتبر "المرحلة التي كانت فيها إيران مصدر التهديد الأول لأمن العراق، فترة سوداء ينبغي محوها من تاريخ بلدهم"، دون أن يشير إلى المكانة التي ينبغي أن يحتلها الاحتلال الأميركي في نظرية الأمن العراقية الجديدة!
إلا أن الأغرب من ذلك هو حديثه عن الأمن القومي العربي باعتباره "شعارا غامضا"، إذ يتساءل: "كيف يمكن أن تتماثل التهديدات التي تتعرض لها أكثر من 20 دولة لكل منها ظروفها ومشكلاتها وتفاعلاتها الإقليمية والدولية؟ وكيف يمكن أن تتشابه العقائد العسكرية في هذه الدول كلها؟". بيد أن التساؤل الضروري في موجهة التساؤلات السابقة هو: ألم تكن وحدة الأمن القومي العربي هي الحقيقة التي تحتم على مصر أن تقلق من أي ترتيبات تحذف العراق من معادلات القوة الإقليمية؟ ومن أي منطلق وقفت مصر إلى جانب العراق في حربه ضد إيران، إن لم يكن منطلق وحدة الأمن القومي العربي؟ وهل التحديات الداخلية والخارجية والسياق التاريخي للدول العربية، تختلف كثيرا إلى ذلك الحد الذي يراه الكاتب؟
نادر المؤيد- أبوظبي