لفت نظري المقال الذي نشرته هذه الصفحات يوم أمس الأربعاء تحت عنوان: "لماذا لجأت واشنطن إلى خصمها الأول إيران؟"، لكاتبه د. خالد الدخيل، وبشكل خاص تنبيهه إلى مدى الغياب السياسي العربي العام الذي وصل حداً جعل واشنطن تتفاوض مع طهران حول مستقبل بلد عربي مهم هو العراق، ولا تسعى في المقابل لإشراك أطراف عربية هي الأقرب إلى الشعب العراقي مقارنة مع إيران. وما أود قوله ضمن تعقيبي على الكاتب هو أن غياب استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع الأزمة العراقية هو ما جعل العرب خارج المعادلة العراقية بشكل نهائي، أما طهران فلها استراتيجية معلنة في العراق هي إلحاقه بها وتحقيق مكاسب على حسابه لصالحها، على عكس الدول العربية التي انسحبت من الشأن العراقي منذ اليوم الأول للأزمة. هل يعلم الكاتب أن الدول العربية لم تصدر أي بيان يتعلق بكل التطورات الحاصلة في بغداد منذ سقوط الطاغية صدام وحتى الآن؟ هل يعلم أن الجامعة العربية لم تكلف نفسها صياغة بيان إنشائي لا يقدم ولا يؤخر حول تطورات الأزمة وأشباح الحرب الأهلية؟ إذن واشنطن معذورة، فهي لا تستطيع أن تفرض على العرب أن يهتموا بمستقبل قطر من أقطارهم هو العراق، ولا أن تقحمهم في ملف لا يريدون هم التدخل فيه، بعكس إيران التي تريد أن تكون هي من يرسم مستقبل العراق عن طريق أنصارها وحلفائها في بلاد الرافدين، الذين يحرص بعضهم على مصلحتها أكثر من حرصهم على مصلحة العراق نفسه.
متوكل بوزيان- أبوظبي