في مقاله المنشور يوم أمس الأربعاء على هذه الصفحات، بعنوان "هل ثمة حل لمفارقات أيديولوجية العنف؟"، يقول الدكتور محمد السيد سعيد ما يلي: "في العراق ثمة قوة غاشمة تواصل بلا كلل تطبيق خطة لإثارة حرب طائفية بين الشيعة والسنة. وانتهجت هذه القوة سياسة إثارة السكان الشيعة من خلال استهداف المزارات المقدسة لديهم واستهداف تجمعاتهم أو المواقع المزدحمة بالناس عموما بالتفجيرات وأعمال الإبادة الجماعية، بقصد أن يقوم الشيعة بالانتقام العشوائي من إخوتهم السنة، فيرد هؤلاء، وبذلك تتدافع أعمال الانتقام المتبادل وصولا إلى الحرب الأهلية الشاملة على أسس طائفية". ولنلاحظ من الفقرة السابقة كيف يقع الكاتب، ويا للأسف الشديد، في فخ نظرية المؤامرة! وكيف يصور طرفا بوصفه الضحية وطرفا آخر باعتباره القاتل والمعتدي! حسنا، لكن ماذا يقول الكاتب عن مدن السنة التي تعرضت لتدمير كامل، سواء في ظل حكومة علاوي أو حكومة الجعفري؟ وما رأيه في التطهير الطائفي المتواصل الذي تعرفه بغداد منذ عدة أشهر؟ وكيف يرى "فرق الموت"، وما تمارسه من انتقام طائفي بشع، وقد أنشأها فريق يدير وزارة الداخلية العراقية؟ فإلى من نوجه اللوم إذن؟
رائد أكرم- بيروت