الانسحاب الأحادي "ملاذ" تل أبيب الأخير... و"حماس" انتصرت في "معركة الردع"!


 


جدوى سياسة إسرائيل أحادية الجانب في تحقيق الأمن، ونجاح "حماس" في تحييد إسرائيل والصعود إلى السلطة، وبروز تقسيم العراق كحل لمأساته، وبرنامج حزب "ميرتس" المعتدل... قضايا نتطرق لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية.


 


"فقط كملاذ أخير"


خصصت صحيفة "هآرتس" افتتاحيتها يوم الإثنين للتطرق إلى مسألة الانسحاب الأحادي الجانب التي تميز السياسة الإسرائيلية الحالية وتُثير الكثير من الجدل حول مدى فعاليتها في ضمان أمن الدولة العبرية. تناولت الصحيفة الموضوع على خلفية تصريحات أدلت بها وزيرة الخارجية الإسرائيلية في حوار مع إحدى الإذاعات الإسرائيلية وتؤكد من خلاله بأن الانسحاب الأحادي الجانب لا يشكل أيديولوجية الدولة، بقدر ما يمثل الملاذ الأخير لإسرائيل في حال تعذر الوصول إلى اتفاق مع الفلسطينيين. فالهدف النهائي كما أعربت عنه وزيرة الخارجية الإسرائيلية يبقى هو إبرام اتفاق مع الحكومة الفلسطينية عبر إجراء مفاوضات لا يمكن إطلاقها إلا بوجود حكومة فلسطينية تعترف بإسرائيل، وتحترم الاتفاقات السابقة، وتنبذ العنف. وبهذا الحديث تنفي تسيفي لفنات ما يروج حاليا عن استبعاد إسرائيل لخريطة الطريق لأن من شأن ذلك، حسب الصحيفة، أن يسهل الأمر على الفلسطينيين بأن يتيح لهم الحصول على الأراضي دون الالتزام باتفاقية مع إسرائيل. ويبدو أن موقف تسيفي لفنات كما تقول الصحيفة هو أكثر واقعية مما ذهب إليه زعيم حزب العمل عمير بيريتس الذي يرغب في التفاوض مع الفلسطينيين وتعزيز موقف الواقعيين، بينما يتجاهل وجود "حماس" في السلطة. وتقلل الصحيفة من رؤية بيريتس القائمة على التعاون مع محمود عباس وتجاهل "حماس" لأن الفلسطينيين اختاروا من يمثلهم ولا مجال لفرض شريك في المفاوضات خارج إطار السلطة الفلسطينية.


 


"انتصار حماس في معركة الردع"


بهذا العنوان استهل الكاتب "عمير أورين" مقاله المنشور على صفحات "هآرتس" يوم الثلاثاء حيث تطرق إلى الأخطاء الإسرائيلية في التعامل مع الشأن الفلسطيني وعجز المسؤولين في إسرائيل عن وقف زحف "حماس" التي استطاعت في نظره توظيف الأوراق السياسية بجدارة كي تشق طريقها بعدما تمكنت من تحييد إسرائيل والتغلب على غريمها الداخلي "فتح". ينطلق الكاتب في البداية من الهاجس الذي بات يؤرق الساسة في إسرائيل ويؤثر على مجرى السياسية الداخلية، حيث يعم حالياً تخوف من تنفيذ عملية كبيرة عشية الانتخابات التي ستجرى بعد سبعة أيام تخلط الأوراق وتنسف التوقعات. وبالنسبة للكاتب يشكل هذا التخوف سلاحاً قوياً مارسته "حماس" في السابق، كما تمارسه حالياً من أجل الدفع بأجندتها الخاصة وإجبار إسرائيل على عدم الرد ما أدى إلى نتائج كارثية كان آخرها صعود "حماس" إلى السلطة. فلو سبقت الانتخابات الفلسطينية موعد الانتخابات الإسرائيلية لأبدت الحكومة الإسرائيلية حزما أكبر إزاء العوامل التي ساهمت في صعود "حماس" والمتمثلة في تلويحها بوقف الهدنة الموقعة مع إسرائيل واستئناف العمليات المسلحة، وهو ما حال دون تدخل إسرائيل لمنعها من المشاركة في الانتخابات لأن استئناف العنف يعني تقويض برنامج "كاديما" وانتكاستها في الانتخابات. كما أن الحكومة الإسرائيلية ما كانت لتظهر تجاوبا مع ا