بعد زواج دام لأكثر من أربعين عاماً طلبت امرأة وهي في السبعين من عمرها الطلاق وعندما سألها القاضي لماذا تريدين الطلاق بعد هذه العشرة الطويلة أجابت أريد أن أمضي ما تبقى من حياتي وحتى وإن كان سنوات معدودة، لم أعد أطيق الاستمرار مع زوجي. وثانية رفعت قضية على زوجها لممارسته أفعالاً منافية للآداب من خلال الانترنت وطلبت الخلع لأنها اكتشفت خيانة الزوج وفوجئت بأن المحكمة لم تعتبر أفعاله من خلال الانترنت ذات مصداقية قانونية وشرعية. ورفضت خلعها من زوجها. وأخرى طلبت الطلاق لأن زوجها لا يحقق لها مقاصد الزواج وعندما سألها القاضي عن الواجبات الشرعية للزوج في علاقاته معها أجابت بأنه يقوم بدوره كزوج إلا أنني أتحدث عن شيء آخر، إنه المحبة والعاطفة، فلم يعد تجمعنا هذه المشاعر وإنني لم أعد أشعر بدفء العلاقة. وغير ذلك من القصص التي تعج بها المحاكم وأكثر منها قد لا يصل إلى المحاكم ويظل في أسوار المنزل ويعيش الزوجان حياة روتينية دون الشعور بالعاطفة تجاه بعضهما بعضاً.
التجديد سُنة الحياة، فنحن نشعر دائماً بحاجة إلى ما هو جديد في كل شيء، ملابسنا، أثاث المنزل، الأكل إلا أننا نتجاهل التجديد في علاقتنا الزوجية. الأزواج يشعرون بدفء العلاقة في السنوات الأولى من الزواج وتبدأ هذه العلاقة في الانحدار ويبدأ كل طرف في الانزواء وتختل علاقات التواصل بينهم.
يقول أحد الأزواج إنني أحب زوجتي إلا أنني لم أعد أشعر بمشاعر دافئة كما كنت في البداية. وتقول زوجة إنني أبحث عن زوجي وهو يعيش معي، فلم أعد أشعر بوجوده العاطفي، إنه كثير الانشغال، ولم يعد يشعر بوجودي واحتياجاتي كامرأة. إن ما يجمعنا هو الأطفال، إنها حياة مُملة ولم يعد بيتنا تدخله الشمس التي تجدد مشاعرنا وتمنحنا الدفء. ويقول الزوج إنني أحبك وإني أعمل لأجل أسرتنا وأوفر احتياجاتك ولم أقصر معك.. هذا ما يراه في الحياة الزوجية.
والسؤال الذي يطرحه الكثير من الأزواج هل المشاعر تتغير مع الزمن كما تتغير الأشياء من حولنا؟ يقول البعض إن للحب عُمراً وإنه لا يمكن أن يستمر مع عمر الزواج وإن تحولاً في العلاقة بين الزوجين لابد أن يحدث وهذا أمر طبيعي. إنها رتابة الحياة والتعود وتكرار الأشياء كلها نعتبرها مصدراً يقلق الحياة الزوجية. كثير من المشاكل تحدث بين الزوجين نتيجة لسوء الفهم ورتابة الحياة ولا غرابة في ذلك إلا أن الزوجين مطالبان بأحداث تغيير في روتين الحياة بين فترة وأخرى بل وأحيانا كثيرة نحن بحاجة إلى ما أطلق عليه إجازة زوجية. فالإجازة أو الابتعاد عن الآخر تمنحنا التجديد وتولد لدينا دافعية جديدة تساعدنا على كسر رتابة الحياة.
البعض قد يدرك أهمية التجديد في الحياة الزوجية والبعض الأكثر لا يدرك أهمية ذلك وينظر للحياة الزوجية باعتبارها أمرا مسلما به وأنه لا حاجة للمشاعر بعد تكوين الأسرة. قد تكون المرأة الطرف الأضعف في المعادلة الزوجية، حيث تتعرض للملل أكثر من الرجل وتبدأ بالتفكير بالبدائل التي تجدد حياتها الزوجية. أما الرجال فهم لديهم مساحة أكبر من التحرك وبالتالي نجد أنهم أقل عرضه لمشاعر الملل والرتابة.
البعض يقول علينا أن نقبل واقع الحياة الزوجية ولا داعي لهدم جدران البيت خصوصا من لديهم أطفال، وبالتالي نجد أن كثيراً من المشاكل تنشأ بين الزوجين إلا أنهما لا يريدان الطلاق ويقررا استمرار الحياة بينهما وحتى وأن افترقا في المنزل. الخطورة بأنه عندما يشعر طرف بحاجته للإشباع العاطفي وهنا قد تحدث الخيانة التي قد تهدد كيان الأسرة.