منذ زمن طويل انتهت الانتخابات العراقية الأخيرة وما زالت الحركات والأحزاب السياسية العراقية في حالة أخذ ورد لتشكيل الحكومة دون أن تصل إلى نتيجة، هذا على رغم الوضعية الأمنية الصعبة، والأحوال المعيشية القاسية التي يعاني منها المواطنون العراقيون البسطاء. وحال بعض الساسة العراقيين في تصارعهم في هذه اللحظة بالذات على المواقع والمناصب وطرق اقتسام السلطة، ومفاهيم الفيدرالية والفيدرالية المعكوسة، يشبه حال متحاوري بيزنطة القديمة التي قيل إن الحروب والمشكلات كانت تحاصر أسوارها ولكن أهلها كانوا مشغولين بمسألة الدجاجة والبيضة أيهما أسبق! ونفس الشيء نجده في الحالة الفلسطينية فبعد شهر من الأخذ والرد قدمت حركة "حماس" تشكيلة حكومة قاطعتها معظم الفصائل، ولم تكد تتوصل إلى تشكيلها إلا بعدما طلعت الأنفس. بقي أن نقول إن الخاسر من طول مخاض تشكيل الحكومات عادة هو المواطن البسيط طبعاً، لأنه هو من يحتاج حكومة تقدم له الخدمات الحياتية الضرورية.
منصور زيدان- دبي