قد يبدو الشارع العراقي اليوم هادئاً، إلا أنه قد ينفجر طوفاناً هادراً يجرف كل هؤلاء الزعماء، إذا ما استمر ساسة العراق يتعاملون معه بلاأبالية غريبة، وكأن الظرف الذي يمر به العراق وشعبه يعتبر عادياً، لا يحتاج إلى قرارات استثنائية عاجلة، تنتشل المواطن العراقي من محنته الحالية وهو يُقتل يومياً بالإرهاب، ولا يجد قوت يومه، بعد أن فقد أبسط وسائل الحياة الحرة الكريمة، من الماء والكهرباء والوقود وغير ذلك. على قادة العراق أن يوفروا ابتساماتهم وولائمهم، ويتحدثوا إلى الناخب العراقي بصراحة وشفافية، ليعرف المواطن حقيقة العقد التي تمر بها مفاوضات الفرقاء، أما أن يستمروا في توزيع الضحكات من على شاشات الفضائيات (مجتمعين) ليظهروا علينا بعدها مباشرة (متفرقين) ويتقاذفوا التهم المتبادلة، فهذا ضحك على الذقون.
لقد مل العراقيون الكلام المعسول والمكرر من قبيل "حان الوقت" من دون أن يتوصل الفرقاء إلى اتفاق محدد. وعلى الكتل السياسية التحلي بالشجاعة والمروءة، ليصارحوا العراقيين بمشاكلهم العويصة التي لا يحق لهم التهوين منها، لأنها، بالفعل، عويصة ومعقدة.
نزار حيدر- واشنطن