لفت نظري في مقال الدكتور حسن حنفي المنشور في هذه الصفحات يوم السبت الماضي تحت عنوان: "نهاية التنوير الأوروبي" قوله إن ما كانت أوروبا تدعيه من تنوير وحمل لرسالة إنسانية إلى شعوب العالم قد انتهى الآن. وإذ أوافق الكاتب في طرحه أود أن أضيف أن أوروبا عندما غزت العالم في القرون الماضية، عن طريق ما سمي أولا بعهد الكشوف الجغرافية، ثم سمي لاحقاً "الاستعمار"، كانت تدعي أنها تحمل رسالة تنوير و"تحضير" للشعوب "المتخلفة"/ المختلفة، وهو ما سمي حينها بـ"عبء الرجل الأبيض". وعندما رفع الغرب شعارات حقوق الإنسان، والشعوب، مع الثورتين الفرنسية والأميركية، اتجه لاحتلال وقمع الشعوب الأخرى والمداد الذي كتب به إعلان حقوق الإنسان لم يجف بعد. وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية وأطلق الغرب مرة أخرى إعلان حقوق الإنسان والشعوب، كان أول ما فعله هو تشريد الشعب الفلسطيني من أرضه. إذن لا تنوير، ولا حقوق إنسان ولا هم يحزنون. إنما هي مركزية غربية فقط تتلون بتلون مصالح الغرب، لا غير.
عادل محمود- الشارقة
هل نستعيد العقول المهاجرة؟
في كل الأوساط العملية العربية يتألم العلماء النابغون المبدعون وهم يرون زبدة العقول تتسرب إلى الغرب -وبعد حين إلى الشرق- وتحرم أوطانها الأصلية من الفوائد العظمى التي يمكن لبلدانها أن تستفيد منها في الفضاء والذرة والبحوث الطبية والاقتصادية والأفكار والمخترعات التي تستثمرها كل من أوروبا وأميركا بالذات، وتجني من ورائها الفخر والأموال الطائلة إذا ما توصل عالم إلى مخترع جديد في الطب. كم من الملايين تكسبها الشركات الكبرى وتنال عليها الجوائز؟ كم من مبدع ونابغ حاز لوحده أو مع شريك جائزة "نوبل" في العلوم والآداب الإنسانية؟ إننا لن نخسر شيئاً بل سنكسب إذا ما أغدقنا على مثل تلك العقول التي -وللأسف- نطلبها من بلدان بعيدة، بشروطها وبمقابل مادي ضخم، تأتي وقد حملت جنسيات أخرى وانتهت إلى بلدان عرفت بقدرتها فاحتضنتها في وسط كله عقول جبارة وهي -أي العقول العربية- لم يكن ولن يكون هدفها العامل المادي، بل الإنجاز الإنساني الرائع. والسؤال الذي يتبادر: متى نستعيد مثل هذه العقول وهل العائد المالي الضخم يمكن أن يغريها بالعودة؟ لا أبداً، بل الجو المناسب والإدارة الكفؤة ورعاية العقول ومحو عامل التثبيط الذي يواجه هذه العقول، هو أكبر محفز لهذه العقول على العودة إلى أوطانها الأصلية.
منصف أبوبكر- أبوظبي