قرأت مقالاً كتبه الدكتور خالد الدخيل، يوم الأربعاء 15 مارس الجاري، في هذه الجريدة كان عنوانه دالاً في حد ذاته: "الرئيس اللبناني: ليس طرفاً في الحوار بل موضوع له"، وما أريد أن أعقب عليه في ردي هذا تحديداً هو الهجوم الشديد الذي شنه الكاتب على أسلوب "الديمقراطية التوافقية" المعمول به في لبنان. ولعل الكاتب يذكر معي أن اللبنانيين لم يتوصلوا أصلاً إلى هذا الأسلوب إلا بعدما جربوا الكثير من أنواع المعاناة والصراعات الطائفية سواء في العهد العثماني، أو في عهد الاستعمار الفرنسي، أو عهد الدولة الوطنية المستقلة. فالمجتمع اللبناني له خصوصيته، بحكم تكونه من طوائف كثيرة، وأيضا لوجود اختلافات وصراعات مصالح تاريخية داخل كل طائفة، وبالتالي قدمت "الديمقراطية التوافقية" حلا جيداً يضمن لكل طائفة حدا أدنى من التمثيل في العمل السياسي، وفي مناصب الدولة المهمة. ولم يقع في لبنان عنف ولم يظهر شبح حرب أهلية إلا في فترات ضعف أو تفكك "الديمقراطية التوافقية"، التي أثبتت نجاحها كنظام سياسي هنا في لبنان، على الأقل.
ناصيف غسان- بيروت