في مقال "التقارب الأميركي- الهندي... الأسباب وحدود التطلعات " المنشور في هذه الصفحات يوم الثلاثاء الماضي، حلل الكاتب الفرنسي باسكال بونيفاس بعض الأبعاد السياسية والاستراتيجية للهاث الأميركي الحالي للتقارب مع الهند، والذي بلغ ذروته في اتفاق الرئيس بوش مع القادة الهنود على نوع من التعاون في المجال النووي، وهو ما كان يعتبر بمثابة "التابو"، في السياسة الخارجية الأميركية، كون الهند تعتبر بلداً غير موقع على اتفاق حظر الانتشار النووي. غير أن الحقيقة تكمن من وجهة نظري في القفزة الاقتصادية الهائلة التي حققتها الهند خلال السنوات الأخيرة، والتي يرى الأميركيون أنها يمكن أن تلجم جموح التنين الصيني المندفع هو الآخر في طفرة اقتصادية هائلة ولا أحد يعرف حتى الآن ما ستؤول إليه، ومدى الآثار التي ستتركها على الاقتصاد العالمي، وفي مقدمته بالطبع الاقتصاد الأميركي. لكن الهند ليست بكل تأكيد جمعية خيرية تحل لأميركا مشاكلها وتتولى عنها رفع التحدي الاقتصادي والاستراتيجي الصيني المحدق. ففي السياسة لابد أن يكون لكل شيء ثمن، ونحن نرى الهنود وقد قبضوا الثمن مقدماً، ولا أحد يعرف إن كان ما ستقبضه أميركا في المقابل، سيكون في حجم ما تريد، أم سيكون قبض ريح، لا أكثر.
ــــــــــــــ
عادل محمود- الشارقة