العملية الواسعة التي قام بها الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع وانتهت باقتحام سجن أريحا واعتقال بعض المساجين فيه، تكشف عن تنكر إسرائيل لالتزاماتها السابقة مع السلطة الفلسطينية، ومع المجتمع الدولي ككل. فهذا السجن الذي كانت أطراف دولية تشارك في الإشراف عليه، فتح أصلاً بعد مفاوضات مضنية توصلت خلالها الأطراف المختلفة إلى أخذ ضمانات من بعضها بعضاً، والتزمت الحكومة الإسرائيلية بألا تتعرض لهذا السجن، في حين التزمت السلطة الفلسطينية بعدم إطلاق سراح المحتجزين فيه، تحت أية ظروف. ولكن إسرائيل استغلت الآن، حالة المخاض السياسي التي تمر بها الأراضي الفلسطينية، وعملية انتقال السلطة من حركة "فتح" إلى حركة "حماس"، ولحظات ما قبل تشكيل الحكومة الجديدة، وانقضّت على أحد تعهداتها الدولية، وتنكرت له، بشكل كامل. فأين المجتمع الدولي؟ وأين الرباعية الدولية؟ وأين مجلس الأمن؟ لا أثر، حتى الآن، ولا خبر، طبعاً.
فتحي عاشور- أبوظبي