لا تمثل عملية الاقتحام العسكري الواسع الذي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي وقام في نهايته باختطاف عدد من السجناء الفلسطينيين في سجن أريحا، إلا حلقة في سلسلة الجرائم التي تكرس باستمرار هوية الدولة العبرية ككيان قام، ويستمر في قيامه، على أعمال الحرب والعدوان والغدر. ففيما اقترفت السلطة الفلسطينية خطأ جسيما باعتقال وحبس مواطنين فلسطينيين يتهمهم الاحتلال بالوقوف وراء عملية قتل الوزير المتطرف زئيفي، ها هو يتضح مرة أخرى وجه إسرائيل التي لم تترك التجارب لأحد أن يرتب شيئا على أي عهد أو اتفاق أو ميثاق وقعته، حتى وإن كان برعاية الشاهدين الأميركي والبريطاني (أو شهود الزور كما سماهم أحد المعلقين الفلسطينيين)!
وإذ حاول بعض المسؤولين والمحللين أن يربطوا بين الهجوم الهمجي على سجن أريحا وبين دواعي الحملة الانتخابية الإسرائيلية القادمة، أي باعتباره مجرد عرَض، فالحقيقة هي أن ذلك العمل هو انعكاس مباشر للطبيعة الإسرائيلية ذاتها، والتي طالما شدد على التحذير منها جانب واسع من الرأي العام الفلسطيني وقواه النشطة!
حسين السقاف- الشارقة