نشرت "وجهات نظر" يوم الثلاثاء الماضي مقالاً لروجر بيترسن وبول ستانيلاند بعنوان "تنويع قوات الأمن العراقية". وقد تقدما باقتراحات جيدة وواقعية لدمج السنّة في تركيبة قوات الأمن والجيش ذات الصبغة الشيعية لتطمين السنّة لئلا يشعروا بأنهم لا حماية لهم، وهذا يعكس إلى حد كبير الاختلاف الحاد والانتقاد المر من الرئيس العراقي واتهامه لرئيس وزرائه بالانحياز لطائفته.
ومما رصداه في المقال أن الشيعة يعملون بكل ما في وسعهم للسيطرة على قوات الأمن والجيش، ما أثار مخاوف وشكوك الأكراد الذين تدعمهم أميركا لانضباطهم وكفاءتهم، ولا غرابة فقد تمتعوا بحكم ذاتي لأكثر من عشر سنوات. واقتراحات الكاتبين عملية، الغرض منها غرس الثقة والطمأنينة وتجنب الطائفية. لكن من الممكن أن يتفاءل المرء بمثل هذه المقترحات لو تم طرحها منذ احتلال العراق وتسريح الجيش العراقي المؤهل لإرساء الهدوء ووضع حد لعمليات القتل العشوائي. أبعاد الخلافات الطائفية عميقة وقديمة في العراق، ولا يمكن محوها بمجرد اقتراحات. إن الجو مشحون بفقدان الثقة التي يجب على عقلاء الطوائف أن يبدأوا بإشاعتها في قلوب أبناء كل الطوائف ولا يسمح كل طرف لمتطرفيه بأن يشعلوا الفتنة ونار الطائفية التي ليس في مصلحة أي من الطوائف إذكاء نارها.
منصف أبوبكر- أبوظبي