مثل غيري كثيرين، لم أعد أتذكر رقم آخر جلسة عقدتها محكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ورموز نظامه، كما أني لا أتذكر ما دار فيها أو في الجلسة التي سبقتها... أما ما قد يقال على الطرفين في الجلسة القادمة فلم يصل بي الفضول حدا كافيا لأخمن نوعيته أو ماهيته!
ورغم أن جلسات محاكمة صدام، سواء في عهد القاضي الكردي زركار أو في عهد خليفته وابن طائفته الحالي، لم تكشف عما يمثل دليل إدانة جديد في سجل الجرائم "الصدامية" الطويل، كما لم تشهد دفعا حاسما في إقناعه من جانب المتهم الأول ضد لائحة التهم المنسوبة إليه، فإن وسائل الإعلام الكثيرة التي خصصت لهذه "المحاكمة- المهزلة" من المساحة والوقت والمتابعة المكثفة ما لا تستحقه بأي حال، لم تنجح، من خلال النفخ والإنعاش الاصطناعي اللذين مارستهما على "الجثة"، في استعادة اهتمام الجمهور بالفصول اللاحقة من هذا المسلسل الذي أصبح شديد الإملال!
إنه مسلسل يثير الملل والاكتئاب حقا؛ فمادته ركيكة للغاية، وفنيات إخراجه عتيقة وساذجة وتفتقد الفكرة والمعنى.
جابر خيون- العراق