عند الحديث عن الإصلاح ونشر الديمقراطية في العالم العربي، عادة ما يتجه الأمر إلى التدخلات الخارجية، أو بالأحرى الضغوط. لكن يغيب عن كثير من المحللين أن للتدخل الخارجي حدودا، منها أنه بالإمكان تغيير الأنظمة، لكن من الصعب التأثير خلال فترة زمنية محدودة، على منظومة القيم السياسية والاجتماعية والثقافية السائدة في أي مجتمع.
ومن الواضح أن وصفة الديمقراطية الجاهزة المستوردة من الغرب الأميركي أو الفرنسي أو البريطاني، لا يمكن فرضها بين عشية وضحاها على شعوب المنطقة، المهم أن يتم توفير الأسس الرئيسية للديمقراطية كالأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام الحر، والشفافية، والمساءلة وسيادة القانون. ومن دون توفير هذه الشروط لن يكون بمقدور أي قوة على وجه الأرض زرع الديمقراطية في عالمنا العربي، خاصة وأن الشعوب تدرك جيداً أن التدخل لا يخدم مصالحها.
حازم عبدالدايم- الشارقة