هناك كلمات في بعض اللغات الحيّة، تفقد معناها وزخمها مع تغير واختلاف الظروف ومع مرور الزمن. ومن هذه الكلمات "حقوق الإنسان"، التي كان لها وقع في نفوس سامعيها قبل عشر سنوات. وعندما نسمع سجالاً بين الذين يلوحون بها، ويشيرون إلى أنها منتهكة من قبل الآخر، متناسين أن هذا الآخر يملك سجلاً عنهم مليئاً بالانتهاكات لحقوق الإنسان يسمع عنها الجميع.
وعندما لوّحت واشنطن بأن بكين تقوم بمصادرة حرية الصحفيين وأن سجلها في حقوق الإنسان يحتاج إلى مراجعة، والعبارات نفسها تستعملها واشنطن قبل أن تصل وزيرة خارجيتها إلى موسكو، فإن هذا يذكرني بالقول المشهور: "إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمِ الناس بالحجارة". لبعض الدول صفحات كثيرة سوداء في موضوع حقوق الإنسان التي أصبحت معروفة، والفضل يعود إلى وسائل الاتصالات من فضائيات وإنترنت... الخ.
مصطلح "حقوق الإنسان" لم يعد له ذلك البريق، ولم يعد يدغدغ المشاعر، ويثير الاهتمام عند معظم الناس، حتى أكثرهم تفاؤلاً، وأصبح الحديث عن حقوق الإنسان مجرد أداة ضغط سياسية يتم استخدامها عند الحاجة.
منصف أبوبكر- أبوظبي