أعتقد أن الزيارة التي قام بها الرئيس بوش إلى شبه القارة الهندية في الفترة الأخيرة أظهرت بشكل واضح أن واشنطن قد قررت الدخول في علاقة واسعة وعميقة مع الهند، ولكن دون إعطاء انطباع واضح عن المدى الذي ستصل إليه علاقات الطرفين من الاستمرار على هذه الدرجة من القوة في الفترة المقبلة. وربما يتوقف ذلك على ما سيجنيه كل منهما. فمن ناحية اعترف بوش بالهند كدولة نووية، ولكنه أيضاً بدا حريصاً على التحالف القديم الذي يجمع واشنطن وإسلام أباد، والذي يعود إلى أيام الحرب الباردة عندما كانت نيودلهي في صف المعسكر الاشتراكي يومها، وضد الولايات المتحدة على طول الخط. والسؤال الآن هو: ما دامت علاقات واشنطن مع الطرفين وصلت إلى هذه الدرجة من القوة، وفي وقت واحد، فهل يستغل بوش الوضع الجديد، لإحلال أجواء سلام نهائي في شبه القارة الهندية؟ نأمل ذلك لصالح شعوب تلك المنطقة أولاً، ولصالح أجواء التنمية والاستقرار في القارة الآسيوية بصفة عامة.
معتز عبدالوهاب- عجمان