أخطاء واشنطن تعقد الأزمة الإيرانية... وأمن دارفور أكبر من قدرات الاتحاد الأفريقي


 هل يوجد خيار للتعامل مع طهران الآن سوى القبول باتفاق تخصيب اليورانيوم الإيراني داخل الأراضي الروسية؟ وماذا عن قدرة الاتحاد الأفريقي على مواجهة أزمة دارفور؟ وكيف يمكن تقييم أداء وزيرة الداخلية الأميركية التي استقالت يوم الجمعة الماضي؟ وما هو حجم الخطر الذي يتعرض له الجيش الأميركي في حال اندلاع حرب أهلية عراقية؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية.


 "مواجهة الحقائق في إيران"


هكذا عنونت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها يوم الخميس الماضي، مشيرة إلى أنه لو كان الواقع ينثني أمام الكلام شديد اللهجة، لتوقفت إيران، منذ وقت طويل، عن المضي قدماً في عمليات تخصيب اليورانيوم، وهو ما ينطبق على تصريحات الرئيس بوش الصارمة تجاه مساعي روسيا الخاصة بالتوصل إلى حل توفيقي حول البرنامج النووي الإيراني. لكن ثمة حقيقة مفادها أن لدى الولايات المتحدة خيارات محدودة جداً عند التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. الروس طرحوا، فكرة تخصيب اليورانيوم الإيراني، داخل الأراضي الروسية، وهو ما يراه البعض فرصة من خلالها يخطو الإيرانيون خطوة مهمة نحو تصنيع الأسلحة النووية. الغريب أن أميركا التي استخفت بالأمم المتحدة عندما غزت العراق دون تفويض من المنظمة الدولية، تريد الآن من مجلس الأمن، حل الأزمة الإيرانية، وفرض عقوبات على طهران في حال لم تغير موقفها. بيد أن المشكلة تكمن في أنه من غير المحتمل أن توافق بعض الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي على تمرير هذه عقوبات، بسبب اعتماد هذه الدول على استيراد النفط الإيراني. ومع ذلك من الصعب النظر إلى الاقتراح الروسي على أنه سيئ جداً، صحيح أنه لن يمنع إيران، على المدى الطويل، من حيازة أسلحة نووية، لكن بالنظر إلى البدائل المطروحة حالياً، سنجد أن أية محاولة لتعطيل حصول طهران على أسلحة نووية، عملية جديرة بالاهتمام، كما أن إصرار واتحاد المجتمع الدولي بشأن الاتفاق الروسي- الإيراني، سيوجه رسالة إلى طهران مفادها أن العالم جاهز لإحباط طموحاتها النووية. الصحيفة رأت أن الأزمة الإيرانية تعكس أخطاء الإدارة الأميركية في أمور منها أولاً: أن الاتفاق النووي الأميركي- الهندي، ألحق الضرر بالمعايير الدولية لحظر الانتشار النووي، لأن واشنطن كافأت نيودلهي عندما أبرمت معها هكذا اتفاق متجاهلة أسلحة الهند النووية. ثانياً: الغزو الأميركي للعراق جعل إيران تبدو أكثر قوة من ذي قبل. ثالثاً: ما لم تتخذ واشنطن خطوات ملموسة لتقليل استهلالك النفط، لن يكون بمقدورها لوم حلفائها على مضيهم في علاقات جيدة مع بلد غني بالنفط كإيران.


مهمة الاتحاد الأفريقي في دارفور


في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، استبقت "كريستيان ساينس مونيتور" قرار الاتحاد الأفريقي تمديد مهمته في دارفور لستة أشهر جديدة، لتلفت الانتباه إلى موقف الحكومة السودانية الرافض لوجود قوات أممية في الإقليم، وأن الاتحاد الأفريقي وقف في وجه الخرطوم، رافضاً رئاستها لهذا التجمع الإقليمي الذي يضم 53 دولة. وحسب الصحيفة، كي يؤكد الاتحاد مصداقيته، وكي يضمن مستقبل القارة السمراء، فإن عليه الاعتراف بعدم قدرته خاصة "اللوجستية" على مواجهة الوضع المتدهور في دارفور، ومن ثم على الاتحاد الأفريقي المطالبة بمساعدة أمنية عاجلة من الأمم المتحدة، وذلك على رغم المخاوف المثارة حول انتهاك السيادة السودانية أو الدور المتنامي لحلف "الناتو" داخل القارة. وحسب الصحيفة، على الدول المانحة، أن تمارس ضغوطها على الخرطوم. الصحيفة ترى أن حلف "الناتو" هو أفضل جهة تستطيع تقديم مساعدات عاجلة لمساعدة سكان دارفور على العودة إلى ديارهم، لكن بعض الأعضاء الأوروبيين في الحلف يعارضون هكذا اقتراح، كونه يتطلب دوراً طويل الأجل.


 استقالة "غال نورتون":


 "يوم الجمعة الماضي استقالت غال نورتون أول وزيرة للداخلية في أميركا، بعد خمس سنوات، كي تتفرغ للعمل في القطاع الخاص"، هكذا استهل "إيرك فايفير" تقريره في "الواشنطن تايمز" أول من أمس السبت. وحسب التقرير، فإن "غال"، ذات الاثنين وخمسين ربيعاً، التي تحظى بشعبية واسعة في الحزب "الجمهوري"، كانت الشخصية الرئيسية في البيت الأبيض المعنية بالموارد الطبيعية بالولايات المتحدة التي تدخل ضمن مسؤوليات وزارة الداخلية الأميركية، ولعبت دوراً محورياً في استخدام أراضٍ شاسعة في الغرب الأميركي لاستخراج النفط والغاز. وعلى الرغم من أن الرئيس بوش امتدح "غال" على رؤيتها الخاصة بالحفاظ على البيئة في الولايات المتحدة، فإن خبراء البيئة ينتقدونها كونها بذلت جهداً في التنقيب عن مصادر الطاقة في المحمية البيئية بألاسكا. وباستقالة "غال" لم ي