أمامي ثلاثة مشاهد، بدأت في الدنمارك بالصور المسيئة لأكثر من مليار مسلم في العالم، وهي إساءة لكل صاحب مبدأ وفضيلة. والحجة هي حرية الابداع، ونحن تعلمنا أن الحرية هي أن تفعل ما تشاء بشرط ألا تسيئ للآخرين، فأين الحرية إذاً؟ وهذا يقودنا إلى الصورة الثانية وهي الحكم بحبس أستاذ جامعي بريطاني قام بدراسة مؤداها أن العدد الذي حرق في محرقة الهولوكوست مبالغ فيه، وقد أجرى الرجل دراسته من منطلق حرية التعبير، ولكن المعايير المزدوجة طُبقت وحُكم على الرجل بالسجن لأنه أساء إلى 5 أو 6 ملايين يهودي في العالم. الصورة الثالثة هي حرق كنيسة الناصرة من قبل يهود متطرفين، فماذا فعل العالم؟ لا شيء وكأنه مشهد عادي، ولم يعجب إسرائيل أن المسلمين تصدوا لهذا العمل المشين للدفاع عن الكنيسة، لأن معنى ذلك أن غضب المسلمين ليس فقط عن الإساءة إليهم، وإنما الإساءة للمسيحيين أيضاً، وهذه صورة حضارية راقية لا ترضاها إسرائيل.
وإذا كان العالم المتحضر قام ولم يقعد عندما دمرت حركة "طالبان" تماثيل بوذا في أفغانستان، على اعتبار أن التماثيل تراث انساني، وهذا صحيح، لكن أين احترام التراث الإسلامي والمسيحي؟
ـــــــــــــ
د.مراد راغب حنا- أبوظبي