أولمرت يكشف وجهه الحقيقي... ونفاد صبر واشنطن على طهران


الهموم الأوروبية في مجالي الهجرة وإمدادات الطاقة، والهم الأميركي مع الملف النووي الإيراني، وإزاحة إيهود أولمرت القناع عن وجهه الآن، وانكشاف حقيقة محاولة اغتيال البابا سنة 1981، موضوعات نستعرضها في جولة سريعة في الصحافة الفرنسية.


هموم أوروبية


موضوع تنامي الحساسية في أوروبا تجاه الجاليات الإسلامية كان موضوع افتتاحية نشرتها صحيفة "لوفيغارو"، تعليقاً على ظهور منشورات في شوارع فيينا يقف وراءها اليمين النمساوي المتطرف وتحمل صورة امرأة محجبة مكتوب تحتها: "هل هذا هو مصيرنا؟"، واعتبرت لوفيغارو أن مثل هذه الحساسيات الانعزالية، والتي تحمل دلالات عنصرية مقيتة ضد المسلمين تنتشر الآن في دول عديدة من أوروبا. وقد عبرت هذه الحساسيات عن نفسها في مناسبات عدة منها موضوع انضمام تركيا، والكاريكاتورات المسيئة، وانفجار الضواحي، والهجرة السرية، وغيرها. وتحذر الصحيفة من تنامي المواقف العنصرية ضد المسلمين قائلة: "إن كنا نريد ألا تزداد مثل هذه المواقف راديكالية، وألا تصبح كراهية الأجانب أمراً واقعاً، وحتى لا تشيع ثقافة عدم التسامح، علينا أن نتحرك دون تأخير. ذلك أن هذه الأفعال والتصرفات السيئة ليست مجرد أخطاء عابرة من بعض قاصري اليمين المتطرف. إنها ثقافة تنتشر في القارة بشكل خطير". أما صحيفة لوموند (أول من أمس)، فقد خصصت افتتاحيتها أيضاً لهمٍّ أوروبي آخر، وجاءت بعنوان: "أوروبا الطاقة"، واعتبرت فيها أن حديث خوسيه مانويل باروزو رئيس المفوضية عن سياسة جديدة للطاقة سيحسمها رؤساء الدول من هنا وحتى آخر الشهر، يبدو كلاما عاماً ويخفي حقيقة المأزق الأوروبي. فمنذ "شجار الغاز" الأخير بين روسيا وأوكرانيا أصبح الأوروبيون تحت رحمة سيد الكريملن وذلك لتبعيتهم له في مجال إمدادات الغاز والنفط، وخاصة أن الرئيس الروسي اكتشف أخيراً قوة سلاح الطاقة لتعظيم مكانة بلاده والعودة بها إلى نادي الكبار. وتدعو الصحيفة، إلى الاهتمام بالأطروحات البولندية المتعلقة بضرورة تشكيل تحالف طاقة أطلسي يضم إلى جانب أوروبا أميركا، ويكون بمثابة "ناتو طاقة"، يعمل على تنويع مصادر الإمداد، وضمان استمرارها باعتبارها مصلحة استراتيجية أطلسية.


أزمة النووي الإيراني


صحيفة لوموند نشرت افتتاحية بعنوان: "بوش وإيران"، ذهبت فيها إلى أن تجاذبات الأزمة النووية الإيرانية الحالية، والتي يبدو أنها تتجه إلى فرض عقوبات من مجلس الأمن على طهران، معركة تخفي خلف سجفها المدى الذي وصلت إليه الإدارة الأميركية من التصميم على تغيير النظام الإيراني. فحين أعلن مندوب واشنطن في الأمم المتحدة جون بولتون هذا الأسبوع أن إيران باتت "خطراً جديا وشاملاً"، كان يختصر موقف إدارته والقناعة التي استقرت عليها بعد تفكير طويل. وتلاحظ لوموند أن الإدارة الأميركية الحالية نأت بنفسها منذ البداية عن إجراء أي اتصال مع طهران حول ملفها النووي، وتركت الأوروبيين، والروس، والصينيين، والبرادعي، ليكتشفوا جميعاً، وكلاً بطريقته، أنه لا فائدة من التفاوض في هذا الملف. والغاية في كل ذلك هي جعل الأطراف الأخرى تقتنع بجدوى تدخل واشنطن. وترى لوموند أن الأوروبيين بالذات، هم من وقعوا ضحايا، حسن نواياهم، بين طرفين يرفض كل منهما كشف نواياه الحقيقية. فالإيرانيون لا يلتزمون بتعهداتهم، ولا يعملون على إزاحة الشكوك عن برنامجهم بخطوات مقنعة، والأميركيون، يسعون لإسقاط النظام، ولكن دون أن يقولوا ذلك صراحة. وفي مجلة الإكسبريس كتب "أريك ميتو" مقالاً في الموضوع نفسه بعنوان: "البرادعي يسعى لتهدئة اللعب"، أكد فيه أن حفلة ليِّ الأذرع بين طهران وواشنطن، استدعت من البرادعي وعنان المطالبة بالتخفيف من حدة التصريحات، وبالمزيد من إتاحة الفرصة للمساعي الدبلوماسية. غير أن ما عبرت عنه روسيا من مواقف معارضة لفرض عقوبات على إيران، ربما يفهم خطأ في طهران، ما يؤدي إلى مواقف إيرانية أكثر راديكالية، وما سيبدد فرص تليين المواقف في النهاية. أما في