:The Futurist


أسس التقنية في المستقبل الجديد في الدراسات المعنية بالمستقبل، عادة ما يكون المحور الرئيس لدورية The Futurist التي تصدر كل شهرين عن "جمعية المستقبل العالمي"، ومقرها ولاية مريلاند الأميركية. وتحت عنوان "إعادة اختراع البشرية: مستقبل الذكاء البشري- الآلي"، جاء موضوع الغلاف الذي أعده "راي كوزيل"، واستنتج خلاله أن أسس التقنية أصبحت: "النانوتكنولوجي، أي التقنيات فائقة الدقة، وبحوث الجينوم، وتطوير الروبوتات. الكاتب، وهو الحاصل عام 2002 على أكبر جائزة أميركية في مجال الاختراع والإبداع، والتي يقدمها معهد ماساشويتس للتقنية، يرى أن هذه التقنيات الأساسية ستقود البشرية نحو مرحلة "التفرد" التي يتجاوز فيها "الذكاء الاصطناعي" الذكاء البشري.


أما الباحثان في "الاتصالات البريطانية"،"أيان بيرسون" و"أيان بيلد"، فكتبا في الموضوع ذاته مقالاً تحت عنوان "الحد الزمني للتقنية: عام 2030 وما بعده"، وفيه عرضا بعض التنبؤات المستقبلية في مجال التكنولوجيا، منها أنه سيتم البدء في التنقيب على عنصر "الهيليوم" على سطح القمر ما بين عام 2016 و2020. وبحلول عام 2015 سيتم استبدال النقود الورقية، على نطاق واسع، بعملات إليكترونية. وبين عامي 2011 و2015 ستصل "الروبوتات" إلى درجة من البراعة تمكنها من ممارسة مهنة التدريب على الرقص. وعن صعوبات الاعتماد على الآلة في ترجمة اللغات، وتحت عنوان "الترجمة الآلية: جسر يخترق الفجوة الثقافية"، كتب "داف بولوموني" مقالاً خلص فيه إلى قناعة مفادها أنه بالإمكان نقل وتطوير التقنيات العسكرية الخاصة بالتغلب على حاجز اللغة إلى القطاعات المدنية، خاصة وأن حاجز اللغة يقف أحيانا حجر عثرة أمام تطبيق القانون، كونه يعوق القدرة على التواصل مع الآخرين، لكن الوصول إلى مرحلة تكون فيها الآلة قادرة على القيام بترجمة فورية لا يزال بعيداً.


وبعبارة "بناء مجتمعات مبدعة: دور الفن والثقافة"، أشار المدير التنفيذي للمركز الدولي للاتصالات التابع لجامعة "سان دييجو استيت" بولاية كاليفورنيا "جون إيغر"، إلى أنه في مرحلة الاقتصاد الصناعي المعرفي، لابد للمدن أن تعيد اكتشاف نفسها، كي تتمكن من مواصلة البقاء بدرجة عالية من التنافسية على الصعيد العالمي. وضمن هذا الإطار يتعين على المدن المتقدمة تحفيز روح الإبداع والعمل لدى المواطنين. على سبيل المثال، بدلاً من تجاهل ظاهرة المجتمعات الافتراضية الموجودة على شبكة الانترنت، ثمة مناطق منها "تورينو" في إيطاليا، وأخرى في سنغافورة أوجدت لنفسها هوية على هذه الشبكة العنكبوتية، وعرفت نفسها للآخرين على أنها "مجتمعات ذكية"، وهو ما من شأنه تدعيم رأس المال الاجتماعي والتقني في هذه المجتمعات، ويمكنها من عرض قدراتها أمام بقية دول العالم.


 ثقافات: "النسوية" والفلسفة


تضمن العدد الأخير من فصلية "ثقافات"، والصادرة عن كلية الآداب بجامعة البحرين، مجموعة من الدراسات القيمة، إحداها بعنوان "الفلسفة كتكريس للانفصال"، يركز كاتبها عبد السلام بنعبد العالي على الوظيفة النقدية للفلسفة، وذلك لجهة تضادها مع الأيديولوجيا وباعتبار الأخيرة "الإسمنت الموحد للمجتمع، المغلف لتناقضاته، المقنع للاختلافات فيه، الباث لنوع من الرأي الذي يكبل التفكير ويخنق كل روح انتقادي".


وبذلك المعنى تغدو الفلسفة سعياً وراء "إحداث الفجوات في ما يبدو متصلاً، وخلق الفراغ في ما يبدو ممتلئاً، وزرع الشك في ما يبدو بديهياً، وبعث روح التحديث في ما يعمل تقليداً"، أي أنها مقاومة "تعمل في جبهات متعددة"، تحارب ضد النزعات الكليانية وضد "الماضي الجاثم".


إنها بتعبير آخر "مقاومة للتقليد، وانفصال عن الرؤى الساعية إلى تكليس التراث عندما تسجنه داخل قوالب جاهزة". وفي دراسة أخرى عن "اللسانيات ومذاهبها في الدراسات الحديثة"، يوضح منذر عياش العلاقة بين اللسانيات والمنهج، قائلاً إن اللسانيات "لم تتعدد مذهباً ونظرية ومدرسة إلا لأنها تعددت منهجاً". ويستعرض الكاتب أثر المنهج في اللسانيات التاريخية واللسانيات البنيوية خلال مرحلتهما الأولى، ثم في اللسانيات التوليدية التحويلية.


فالمنهج في تلك المذاهب أو النظريات أو المدارس، يقوم بدور رئيسي، سواء على صعيد التأسيس النظري والمعرفي، أو على صعيد الممارسة اللسانية؛ دراسة وتحليلاً. وعن الاتجاه العقلاني في النظرية اللسانية، يقول الكاتب "إن اللسانيات لكي تكون نظرية عقلانية، يجب عليها ألا تتوقف في وجودها منهجاً على وجود التجربة، وألا ترتهن في وجودها نظرية بالتجربة وجوداً". ويدرس الناقد الأميركي دايان إلام العلاقة بين "اللسانيات والتفكيكية"، إذ يتضح أن الأولى أثرت في الثانية في مجال النقد الأدبي، وذلك عن طريق إعادة النظر في المصطلحات الخاصة بالاختلاف الجنسي والسياسة والأخلاق. ورغم أن النقد الأدبي يعترف بالارتباط بين النس