اتضح بشكل جلي أن نيودلهي هي المستفيد من زيارة جورج بوش الأخيرة لشبه القارة الهندية، حسب ما أفصحت عنه تصريحات الرئيس الأميركي في كل من البلدين الجارين الهند وباكستان. الهند تتطلع إلى الاستفادة من أميركا في المجالات المدنية لاستخدام الطاقة النووية، وبالذات في مجال الصناعة، حيث إن الهند قد أبرمت معاهدة مع إيران لتزويدها بالغاز عبر باكستان لمدة خمس وعشرين سنة. وفي باكستان أثنى بوش على إسلام إباد لتصديها للإرهاب وتقديمها كل المساعدة في هذا المجال، وجائزتها وهديتها لهذا الحليف المخلص هي السماح لأنبوب الغاز بأن يمر عبر الأراضي الباكستانية دون اعتراض من أميركا، ويا لها من جائزة عظيمة ولمحة تستحق الثناء!
أما نتائج زيارة بوش لباكستان، فقد أشعلت جذوة المعارضة الباكستانية، فقامت بتظاهرات وإشعال نيران واحتجاجات واسعة النطاق شهدتها المدن الباكستانية. لقد استثمرت المعارضة الباكستانية هذه الزيارة ونادت بسقوط الحكومة. الغريب في الأمر أن باكستان حاولت أن تستفيد من لقاء الرئيس الأميركي، ورجته أن يتوسط بمساعيه الحميدة لإقناع الهند بموضوع كشمير. وهذا الأمر لم ينل دون شك أدنى اهتمام ولم يذكر قط حتى لمجاملة إسلام أباد.
منصف أبوبكر- أبوظبي