يبدو أن الحرب على العراق وما نتج عنها من عمليات سلب ونهب وفتك وهتك بالأعراض، وتدهور للأوضاع الأمنية، ليس إلا نتاجا لسياسات أميركية خاطئة. وفي ظل هذه الفوضى الناجمة عن الاحتلال، تنامت النعرات الطائفية بين أبناء البلد الواحد؛ وانتشرت البلبلة بينهم، وتم تقسيم العراق إلى مناطق مستقلة، فبات العراق مسرحاً للجرائم وملاذاً للمجرمين، وما حدث وما يحدث الآن من تفجيرات يومية واغتيالات لأئمة المساجد وإحراق للمآذن، أمر لا يبعث على أمن ولا يبشر باستقرار، ناهيك عن فشل الحكومة العراقية في ضبط الأمن والسيطرة على بؤر الفساد.
وثمة تساؤل يطرح نفسه: هل ستتمكن الحكومة العراقية الجديدة من التوصل إلى حل لإنقاذ العراق والشعب العراقي من بحر الدم اليومي والعشوائي؟ وهل سيعود الأمن إلى سابق عهده قبل أن تطأ أقدام المحتل بلاد الرافدين؟ نتمنى أن تقوم الحكومة العراقية الجديدة بتفعيل دورها بالنظر في قضايا وهموم الشارع العراقي وأخذها في عين الاعتبار كي تتمكن فعلاً من إثبات وجودها.
صافي شيخاني- أبوظبي