عراقٌ ينزلق... و"ديمقراطية بازغة"... و"هندٌ نووية... ولكنْ تُزار"!


 


تردي الحالة الأمنية في العراق، وأشباح اندلاع حرب أهلية عامة في الشرق الأوسط، وديمقراطية أفغانستان البازغة، وجولة بوش في شبه القارة الهندية، أربعة محطات نضعها تحت دائرة الضوء في جولة سريعة في الصحافة الفرنسية.


 


"العراق يقع في الفخ"


 صحيفة لوموند نشرت افتتاحية تحت هذا العنوان لتقييم خطورة الحالة التي وصل إليها الصراع الطائفي في بلاد الرافدين. وترى الصحيفة أن العراقيين لم يعودوا يعرفون من يصدقون، هل يصدقون الرئيس بوش الذي يقول لهم إنهم أمام "لحظة الاختيار" بين "الرعب والوحدة الوطنية"؟ أم يصدقون هذا العالم الذي يحذرهم من مخاطر الحرب الأهلية، وكأن تلك الحرب لم تقع بعد، وهم يرونها يومياً؟ ومع تزايد حدة المواجهات والاحتقان السياسي والعسكري والديني والعرقي، وفي وقت يغوص فيه البلد شيئاً فشيئاً في حالة جنونية من العنف لابد من وضع الإصبع على سببي احتدام الأزمة، وهما تحديداً: استمرار حالة الاحتلال الأميركي، والعنف الجهادي الذي يمثله عناصر "القاعدة" وممثلها في العراق "أبو مصعب الزرقاوي". ولئن كان من المستحيل وضع هذين الطرفين على قدم المساواة، لجهة مسؤوليتهما عن العنف، بحكم اختلاف طبيعتهما، إلا أنه يلزم القول بأن كلاً منهما يغذي الآخر. فمن جهتها تتمسك واشنطن بمنطق احتلال طويل المدى، ومن جهة أخرى يتمسك المقاتلون المناوئون للوجود الأميركي، وبدفع من "الجهاديين"، بمطالب حدية تريد إنهاء الاحتلال فوراً، ودون مقدمات. وبين هذين الطرفين تلتقي النيران على رؤوس العراقيين البسطاء الذين يدفعون ثمن معركة الآخرين على أرضهم. وترى لوموند أن الحل للخروج من هذه المتاهة يكون بإنهاء أسباب العنف، وفي يد أميركا ذلك عن طريق وضع نهاية حاسمة لاحتلالها للعراق. وليس معنى هذا –تقول الصحيفة- ترك العراق فريسة للجماعات الإرهابية، بل العمل على حرمانهم من هذا المكسب، عن طريق إيجاد توازن من نوع ما بين نهاية وشيكة للاحتلال وبداية فعلية لخطوات العراق الواثقة على طريق المستقبل. أما في مجلة لوبوان فقد كتب أوليفييه فيبر عموداً عن "تغوُّل العنف" استعرض فيه مظاهر المواجهات والعنف، ليخلص من ذلك إلى أن ثمة خطراً إضافياً ظهر الآن في الصورة هو تمزق جماعات التمرد وبدايات صراع فيما بينها قد يزيد الحالة عنفاً ودموية. أما صحيفة ليبراسيون فقد خصصت تغطية للمساعي الرامية للجم العنف ولتشكيل الحكومة على نحو يستجيب لتطلعات مختلف الحساسيات السياسية المذهبية والعرقية في بلاد الرافدين.


الإسلام والحرب الأهلية


 وفي سياق ذي صلة عنون الكاتب ألكسندر أدلر في صحيفة لوفيغارو مقاله التحليلي الأسبوعي: "الحرب الأهلية في الإسلام.. لن تقع"، متسائلاً أولاً: "هل ثمة داعٍ للخوف، بالنظر إلى ما دراماتيكية ما يحدث في العراق، من اندلاع حرب أهلية في عموم الشرق الأوسط، بين السنة والشيعة؟ مع أن هذه المخاوف يزداد التعبير عنها الآن، إلا أنها تشكل مفارقة واضحة: ذلك أن بعض القادة الشيعة الأكثر تطرفاً، الذين يحكمون طهران الآن، هم من يبحث اليوم عن كيفية يمدون بها أيديهم للمتطرفين السُّنة"! ويذهب أدلر في تحليله إلى أن تبني الزعامة الشيعية العالمية لروح المواجهة المتشددة مع الغرب، ودعوات بعض قادة "القاعدة" من مخبئهم لأتباعهم في العراق بـ"تهدئة اللعب" مع الشيعة والحد من مواجهتهم، مؤشران يمكن البناء عليهما فيما يتعلق ب