مخاوف من تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا...ومكافحة الفقر تبدأ بتحرير التجارة


أصداء الاتفاق الروسي- الإيراني حول تخصيب اليورانيوم، وجدوى اقتراح فرض رسوم على تذاكر الطيران كأداة لمكافحة الفقر والأوبئة في الدول النامية، وأستراليا تنوي حيازة صواريخ "جو- أرض" متطورة، وبعض الموشرات الإيجابية التي تلت تفجيرات سامراء...موضوعات نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الدولية.


"الشيطان يكمن في التفاصيل"


خصص "غيورغي بوفت" مقاله المنشور يوم الثلاثاء الماضي في "ذي موسكو تايمز" الروسية، للتعليق على زيارة رئيس الوكالة الروسية للطاقة الذرية إلى إيران، والتي كان هدفها التوصل إلى اتفاق مبدئي بين موسكو وطهران على قيام الأخيرة بتخصيب اليورانيوم في روسيا. الكاتب، وهو صحفي روسي، يرى أن هذه هي المرة الخامسة التي يتوصل فيها الإيرانيون والروس إلى اتفاق مبدئي حول هذا الأمر، لكن يبدو أن جميع المؤشرات تدل على أنها لن تكون المرة الأخيرة. الاتفاق على تدشين "مشروع مشترك" لتخصيب اليورانيوم في روسيا ونقله إلى طهران يعني منع الأخيرة من التوصل إلى تقنيات التخصيب، التي ربما تمكنها من امتلاك أسلحة نووية، وفي الوقت ذاته يهدف المشروع إلى طمأنة المجتمع الدولي بأن إيران لن تحوز هذه التقنيات. ومن المأمول أن يحول اقتراح تخصيب اليورانيوم الإيراني في روسيا، دون إحالة البرنامج النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، الذي ربما يفرض عقوبات على طهران. لكن الشيطان يكمن في التفاصيل، فالإيرانيون وافقوا من حيث المبدأ على تدشين مشروع مشتركة لتخصيب اليورانيوم في روسيا، مدافعين بذلك عن حقهم في مواصلة برامج التخصيب، ومصرين على تمكين علمائهم من الحصول على تقنيات التخصيب التي سيتم استخدامها في هذا المشروع المشترك. وفي إحدى مراحل المشروع سيحصل العلماء الإيرانيون على دورات تعليمية على يد العلماء الروس، ما يعني أن الإيرانيين سيكون بمقدورهم التنصل من الاتفاق، وقتما يجدون أن باستطاعتهم تخصيب اليورانيوم داخل إيران ومن دون مساعدة الروس. ويبدو أن هذا هو ما يريده الإيرانيون، فهم لن يتخلوا أبداً عن طموحاتهم في تصنيع سلاح نووي وعازمون على ذلك مهما كلفهم الأمر. غير أن الكريملين لا يزال يعتقد أن إنجاز عملية الوساطة بين إيران والغرب سيمنع وقوع مواجهة مسلحة بين الجانبين، وفي الوقت ذاته يحمي مصالح روسيا الاستراتيجية. لكن هل مصالحنا الاستراتيجية تتضمن ربح قرابة مليار دولار من عملية تدشين مفاعل "بوشهر" سينتج عنها إيجاد قدرات نووية على حدود روسيا حيث يقبض المتشددون الدينيون على الزناد؟ وإذا حصل الإيرانيون على القنبلة، من سيمنعهم من استخدامها ضدنا في حال نشرت إحدى الصحف الكاريكاتورية رسماً كاريكاتورياً مسيئاً؟


صواريخ تثير القلق


ضمن تقريره المنشور يوم الأربعاء الماضي بصحيفة "ذي أستراليان" الأسترالية، سلط "كاميرون ستيورات" الضوء على إعلان كانبيرا عزمها تزويد القوات الجوية الأسترالية بصواريخ (جو- أرض) طويلة المدى، تعد الأخطر والأحدث مقارنة بما لدى دول جنوب شرق آسيا المجاورة لأستراليا. هذه الصواريخ الموجهة ذاتياً يصل مداها إلى 400 كيلو متراً، وكلفة الواحد منها تصل إلى 544 ألف دولار أميركي، وتقوم بتصنيعه شركة "لوكهيد مارتن". وحسب الكاتب، سيتم تسليح الطائرات الأسترالية المقاتلة من طراز F/A 18 بهذه الصواريخ فائقة الدقة، وذلك استباقاً لخروج وشيك لقاذفات F-111 من الخدمة. غير أن اختيار الأستراليين لهذا النوع من الصواريخ المتطورة أثار قلق إندونيسيا التي رأت أن ذلك سيسفر عن نشوب سباق تسلح في المنطقة، خاصة وأن جاكرتا ترغب في حيازة صواريخ "كروز" يغطي مداها أي جزء من الأراضي الإندونيسية.


العراق يتأرجح على حافة الهاوية


تحت هذا العنوان، نشرت "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية يوم الثلاثاء الماضي، افتتاحية لخصت خلالها المشهد العراقي بعد تفجيرات سامراء التي طالت مزارات الشيعة. الصحيفة ترى أنه على الرغم من الضرر الناجم عن أحداث سامراء، فإن ثمة مؤشرات مشجعة تلتها منها أن الساسة والقيادات الدينية في بلاد الرافدين انخرطوا في مساعي للسيطرة على الموقف، وفي يوم السبت الماضي اتفق رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري مع الرئيس جلال طالباني وعدد من كبار الساسة السُنة والشيعة ذوي التوجهات العلمانية، على تشكيل لجنة أمن وطني يشارك فيها السُنة. و اتفق هؤلاء القادة على إدانة الإرهاب واعتباره عدواً مشتركاً. كما قام مندوبون عن الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، الذي اتهمت الميليشيا التابعة له جيش المهدي بالهجوم على مساجد السنة، بلقاء رجال دين سُنة والصلاة في مساجدهم.


فكرة سيئة لا تخدم الفقر