رحم الله عملية السلام في الشرق الأوسط. هل ما زال يتذكرها أحد؟ فقد خرجت ولم تعدْ، منذ تخلت الأسرة الدولية عن رعايتها، امتثالاً لعيون الإسرائيليين. وامتثالاً أيضا للقوى العظمى التي لا تريد أن يغضب أحد إسرائيل، أو أن يقول لها إن عليها وقف عدوانها واحتلالها لأراضي الغير، وعربدتها وإرهابها الصريح في المنطقة. أما اللجنة الرباعية الدولية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس بخطتها الشهيرة المسماة "خريطة الطريق" فلم يعد أحد يتذكرها أو حتى يتحدث عنها بعدما دخلت هي الأخرى في حالة بيات سياسي نتيجة عدم توازن تأثير أطرافها، وعدم اتفاقهم على أولويات أو خريطة طريق خاصة بهم. والسبب أن كل واحد من أطراف الرباعية يغني على ليلاه، فالأميركيون يريدون تسخير الرباعية لخدمة مصالح إسرائيل ولإعطاء ادعاءاتها شرعية دولية، والروس يبحثون عن أدوار الزمن الضائع، والأوروبيون يخفقون المرة بعد الأخرى في محاولاتهم الخروج من دبلوماسية الشيكات والمساعدات، أما الأمم المتحدة، وما أدراك ما الأمم المتحدة، فهي كالأطرش في الزفة، لا تستطيع تحريك ساكن في صراع الشرق الأوسط. فأين السلام؟
منصور زيدان- دبي