اهتم الكثير من الكتـَّاب بالمهمة الأميركية في الشرق الأوسط، أعني ما يقال عن سعي الولايات المتحدة لفرض الديمقراطية والإصلاح على دول المنطقة، وأيضا فرض ثقافة لا تشجع التطرف والعنف، وإلى آخر ما هنالك من لافتات براقة. ولكنني أعتقد أن أميركا حتى لو كانت صادقة فيما تقول فإنها ستصطدم في مساعيها الإصلاحية بعقبات ومصاعب لا أول لها ولا آخر. فالحالة العربية الممتنعة على الديمقراطية معقدة، ولا يمكن القفز عليها بين عشية وضحاها. كما أن الثقافة العربية تتكون من كتل مختلطة متجلطة تشكلت عبر العصور على نحو جيولوجي، إن جاز التعبير، ولذا فإن إمكانية تغييرها بهذه البساطة، وبـ"فرمان" يصدر من البيت الأبيض، أمر مشكوك فيه على الأقل. وكل هذا الكلام طبعاً على افتراض أن واشنطن تريد بصدق تغيير بعض مظاهر الوضع القائم في الوطن العربي وفي الثقافة العربية، ولكن هل هي جادة حقاً فيما تقول؟ شخصياً أعتقد أن المسألة مجرد كلام سياسي، وتفكير رغائبي حالم فقط.
عادل محمود- الشارقة