هل هناك من لا يزال يحذِّر من خطر اندلاع حرب أهلية في العراق؟ لا أعتقد ذلك لأن الحرب الأهلية الطائفية، وللأسف الشديد، قد بدأت هناك بالفعل، ولم يعد ثمة من يستطيع بعد الآن أن يقوم بتوجيه اللوم لقوات الاحتلال الأميركي على قيامها بضرب المساجد وتدنيس قدسيتها، وذلك بعد قيام المسلمين أنفسهم بنسف المساجد وتدمير الرموز الدينية، على شكل ضربات متبادلة! إنها إذن حرب أهلية تدور داخل الإسلام.
الاتهامات كثيرة؛ منها أن الذي قام بتلك الهجمات هو جيش الاحتلال الأميركي نفسه، أو الاستخبارات الإسرائيلية حسب مزاعم إيرانية، أو من المخابرات الإيرانية حسب زعم السنة، أو من البعثيين والتكفيريين حسب رأي الشيعة. وربما لن يتسنى لنا أبدا معرفة الذين يدفعون الآن بالعراق نحو نفق مظلم لا تلوح له نهاية.
جمال تفاحه- عمان