أعتقد أن الحملة الدولية ضد الحكومة الفلسطينية الجديدة لا تنطلق من فراغ، وأن إسرائيل تحديداً هي من ينفخ فيها طيلة الوقت. فليس من مصلحة إسرائيل أن تبدو الدولة الفلسطينية أمام المجتمع الدولي دولة ديمقراطية حقيقية، تفوز فيها حركة معارضة في انتخابات نزيهة، وتعترف السلطة القائمة والحزب الحاكم بهزيمتهما جهاراً نهاراً ويتم تداول السلطة وفق واحد من أرقى الأساليب السياسية في العالم. ومن هنا وبدلاً من أن يرى العالم هذا الانتصار للديمقراطية وقيمها وممارساتها في دولة فلسطين، جاء المقلب الإسرائيلي الخبيث الذي يريد أن يقول للعالم إن ما حصل هو "انتصار لحركة إرهابية"، إلى آخر أسطوانة التضليل الإسرائيلية المشروخة. وللأسف وقع كثيرون في الفخ وشربوا المقلب الإسرائيلي سواء في الولايات المتحدة أم في الاتحاد الأوروبي. لأن إسرائيل تريد أن تبدو للعالم على أنها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وهي لم تكن في يوم من الأيام ديمقراطية بل هي أولاً وأخيراً دولة احتلال وإرهاب سافر.
توفيق أبولبيدة- غزة