القرار الأوروبي المبكر بوقف صرف المساعدات للسلطة الفلسطينية بعد فوز "حماس"، يبدو أنه كان تصرفا انفعالياً بدليل أن الأوروبيين بعد أن فكروا وقلبوا المسألة على جميع جوانبها قرروا التراجع. ومثل هذا التصرف يعكس الروح العقلانية العالية التي يتسم بها الأداء الأوروبي، خاصة في علاقته مع قضية الصراع في الشرق الأوسط. ويبقى أن تنتهج الإدارة الأميركية سياسة مماثلة تجاه الصراع وتجاه حركة "حماس" أيضاً. وذلك لأن السياسة لا يجوز أن يكون فيها مبدأ دائم، لأن الأوضاع والمواقف تتغير. فبدل دفع "حماس" إلى التصلب والتشدد يستحسن من القوة العظمى الوحيدة أن تشجعها على العقلانية والواقعية وألا تعطيها انطباعاً بأن موقفها منها أبدي أزلي. وهنا تستطيع واشنطن تقديم دعم لحكومة فلسطينية بزعامة "حماس" وانتظار الرد، فإن جاء مشجعا استمرت وإلا كان موقفها واضحاً ومبرراً على الأقل وفق منطق واشنطن الخاص. أما الموقف الأميركي الحالي من "حماس" فهو غير عقلاني وغير واقعي بكل المقاييس.
عادل زكي- أبوظبي