يبدو لي من مقال "الحلقة الخبيثة في صراع الحضارات" (الاتحاد، الثلاثاء 28 فبراير 2005)، أن كاتبه الدكتور أحمد يوسف أحمد أراد البحث عن تبرير بعدي لتناقضات الشارع العربي الذي انتفض بغضب غير مسبوق ضد الرسوم الدانمركية، بينما بدا ككائن متبلد المشاعر أمام الإساءات الأميركية المتتالية ضد الإسلام والمسلمين وأوطانهم! يقول الكاتب: "حالة الدانمرك تفترق في كون الدولة قدمت نفسها كمساند للمسيئين، أما في الحالة الأميركية فكانت الجهات المسؤولة تبادر بإدانة الإساءات"!
وهنا يجب أن نذكر بأن الإساءات الأميركية أشد فداحة من أي إساءات أخرى، وأن الشارع العربي لم يقيده أمام قسوتها في كل مرة إلا عقد النقص والضعف وفقدان الهدف، أي ما تم التعبير عنه عكسيا في حالة الدانمرك التي بدت كطرف مستضعف في أعين ذلك الشارع.
وهكذا تبدو حملة الاحتجاجات العربية الأخيرة، خالية من كل شيء سوى الهوان الذاتي المزمن، وليست بأي حال تعبيرا عن حيوية الأمة وروحها المتحفزة، كما أراد الدكتور يوسف إثباته في مقاله!
نادر المؤيد- أبوظبي