قرعت أعمال العنف الأخيرة في العراق أجراس الإنذار من خطر اندلاع فتنة مذهبية بين المسلمين هناك سنة وشيعة. فالذين فجروا مراقد الأئمة، رضي الله عنهم، مجرمون ولا يعبرون عن السنة، والذين هاجموا المساجد الطاهرة لا يعبرون عن الشيعة، لأن مساجد السنة هي مساجد للشيعة أيضاً، فنحن أمة واحدة، ودين واحد، ولا نختلف إلا في تأويلات فقهية قديمة، توجد اختلافات مثلها داخل المذهب الواحد. نحن جميعاً نؤمن بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم، ونقدر الأئمة ونحترمهم، ونبجِّل العترة المطهَّرة التي ينتسبون إليها. أما المجرمون الذين هاجموا المراقد والمساجد لتفجير الحرب الأهلية والفتنة المذهبية فأولئك سيفشلون وسيندحرون، وقد كان رد إخوتنا العراقيين عليهم جميلاً ومشرفاً من خلال الصلاة معاً، بين السنة والشيعة، وتحدي الاستفزازات بمزيد من الوحدة والأخوة الإسلامية التي تجمعنا كسنة، مع إخوتنا الشيعة، لأن ما يجمعنا أقوى من أن يفرقنا معه أي شيء آخر.
منصور زيدان- دبي