إيران "تناور" بدعم "حماس"... والشرق الأوسط يمر بـ"لحظة الاختيار"


 


أصداء تفجيرات سامراء، والشرق الأوسط أمام "لحظة الاختيار"، وعودة واشنطن إلى سيناريوهات تغيير النظام، وطهران تغامر بدعم "حماس"... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية سريعة على الصحافة الأميركية.


"العراق على حافة الهاوية"


تحت هذا العنوان نشرت "لوس أنجلوس تايمز" يوم الجمعة الماضي افتتاحية علقت خلالها على تفجيرات سامراء التي استهدفت أحد أبرز مزارات العراقيين الشيعة، مشيرة إلى أنه إذا ثبت أن تنظيم "القاعدة" يقف وراء هذه التفجيرات، سيكون ثمة أمل في أن الحرب الأهلية في العراق لا زال بالإمكان تجنبها. أما إذا ثبت أن منفذي التفجيرات ينتمون إلى عناصر سُنية متمردة، فإن العراق سرعان ما سينزلق في أتون حرب طائفية كتلك التي خاضها اللبنانيون واستمرت 15 عاماً. وحسب الصحيفة، فإنه بغض النظر عما في وسع الولايات المتحدة تقديمه للحيلولة دون وقوع هذه الأزمة المتوقعة، فإن قدرة واشنطن على لعب دور صانع السلام في بلاد الرافدين أصبحت محدودة، ومن ثم يجب على الخارجية الأميركية مناشدة جيران العراق، بألا يساندوا أيا من الأطياف السياسية العراقية على عمليات سفك الدماء، ويجب تذكير هذه الدول بحجم الخسارة التي ستطالها في حال تم تفكيك العراق. وفي الموضوع ذاته، نشرت "يو أس إيه توداي" يوم الخميس الماضي افتتاحية، رأت خلالها أنه لا يوجد في العراق حتى الآن رجل بمقدوره منع اندلاع حرب أهلية سوى آية الله السيستاني الذي طالب شيعة العراق بالتظاهر السلمي وعدم تصعيد الموقف، لكن مناشداته لم تمنع وقوع عمليات انتقام طالت مساجد للسُنة ورجال دين سُنة، ودفعت عمليات العنف هذه "جبهة التوافق العراقي" أكبر تكتل سياسي سُني للانسحاب من مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدة مخاوف أعضائها من أن الشيعة يحاولون معاقبة السُنة على حقبة صدام حسين التي هيمنوا فيها على العراق. الصحيفة أشارت إلى أن أحداث العنف الأخيرة يجب أن تلفت انتباه الولايات المتحدة إلى خطورة الاستقطاب الطائفي داخل الجيش العراقي؛ فقوات "البشمرجة" الكردية لا تزال قائمة، وعناصر "فيلق بدر" الشيعية أصبحت جزءا من الجيش العراقي، وهو ما ينذر بازدواجية الولاء داخل المؤسسة العسكرية العراقية. أما "واشنطن بوست"، فنشرت يوم السبت الماضي افتتاحية أشارت خلالها إلى أن السفير الأميركي في العراق حذر من أن بلاده ستوقف الدعم المالي لقوات الأمن والشرطة العراقيتين ما لم تضع وزارة الداخلية العراقية حداً لفرق الموت. وحسب الصحيفة على السيد عبدالعزيز الحكيم وأنصاره من الشيعة ألا يتوقعوا أن واشنطن ستواصل تقديم مواردها وقواتها لحمايتهم من تنظيم "القاعدة" أو من المتمردين السُنة، في وقت يتبنون فيه أجندة طائفية سواء من خلال قتل السُنة في بغداد أو محاولة إقامة دولة شيعية في جنوب البلاد.


"لحظة الاختيار" في الشرق الأوسط


تحت عنوان "بوش يرى الشرق الأوسط يقف عند مفترق طرق"، لفت "دينان" الانتباه إلى أن لدى الرئيس الأميركي تصورا مفاده أن الشرق الأوسط يقف في هذه المرحلة عند مفترق طرق؛ فالعراقيون يقفون الآن عند "لحظة الاختيار"، وحركة "حماس" التي انتخبها الفلسطينيون خلال الآونة الأخيرة تواجه هي الأخرى "لحظة اختيار" ما بين الحكم أو الإرهاب، وأن إيران تواجه عالماً موحداً إلى حد كبير في منعها من حيازة أسلحة نووية. وفي ظل هكذا أجواء، يبدو أن رؤية بوش الطامحة إلى شرق أوسط مستقر قد منيت بانتكاسة، لاسيما بعد تفجيرات سامراء واندلاع عمليات قتل في العراق، وفوز حركة "حماس" في الانتخابات الفلسطينية، وطموحات إيران النووية.